قصائده امتداد للكلمة التي تحمل هموم ونبض الشارع السوداني، وروعة أشعاره تكمن في سلاسة وبساطة الكلمات وعمق معناها، طغى حضوره اللافت على أجواء برنامج (ريحة البن) الذي استطاع من خلاله أن يفرد للساحة الشعرية مجموعة من المواهب الشابة الجادة والصادقة في كلمتها، محمود الجيلي ضيف آخر لحظة في دردشة لها نكهة خاصة..
بدأ حديثه بتجربته مع القصائد المغناة أو الغنائية، والتي وصفها بضربة حظ بالنسبة له، لأن قصائده لاقت قبولاً عند عدد من الفنانين الشباب الذين تغنوا بها وقدموها كأعمال جادة للجمهور، وأضاف أن تحول القصيدة الى عمل غنائي لا يخصم منها، بل يجعلها محفوظة في وجدان الشعب السوداني إذا حظيت بلحن جميل واداء متميز، ورداً على الاتهامات التي توجه الى الكلمة الشبابية بأنها (ركيكة) وأقرب الى الإسفاف..
قال: إن هذا اتهام مطلق لأن في اي زمان ومكان توجد التجربة الجادة، وأخرى هشة وضعيفة، لكن الانتشار السريع بسبب التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي جعل الكلمة الركيكة متاحه للمتلقي، وأرجع ذلك الى ضعف الرقابة على الفنون وكثرة المنابر التي تقدم من خلالها تلك الأعمال..
وأضاف قائلاً: فمثلاً في الماضي كانت الأغنيات تقدم إما عن طريق الإذاعة والتلفزيون أو عن طريق الكاسيت، وفي كلاهما كانت هنالك رقابة على الألحان والنصوص وحتى على الاداء، لذلك نحن كشعراء شباب نؤمن بأن زمن الكلمة الجميلة لم يتنهِ بعد، فلكل زمن شعراؤه المتمكنين والذين بمقدورهم أن يمثلوا الإحساس بكلمات جميلة وذات قيمة على مستوى الإبداع والمعنى في سؤالنا له عن تجربة (ريحة البن) اشاد بالدور الذي تلعبه في تقديم مواهب شعرية شابة صاحبة أقلام صادقة ومميزة، هذا الى جانب خلق تواصل بين الجيل الحالي من الشعراء والأجيال السابقة في كثير من المواسم والحلقات، أضف الى ذلك محاولتنا لحجز مقعد للكلمة السودانية على مستوى الإقليم من خلال استضافة عدد من شعراء الوطن العربي.
واختتم حديثه مؤكداً ضرورة أن يكون للمبدع واجب تجاه مجتمعه (أقول لكل مبدع إن لمجتمعك عليك حق)، فالشاعر مثلاً وصف قديماً بأنه لسان القبيلة الناطق بهمومها ومشاكلها وكل ماتعانيه، والفنان أيضاً لابد أن تكون له رسالة يسعى لتقديمها، الى جانب حفلات تقام لصالح جمعيات لتقدم خدمة للمجتمع.
حوار : امتنان بابكر
صحيفة آخر لحظة