قبالة البحر بمدينة أم درمان منطقة الفتيحاب يقع منزلة ، فقد اختار السكن جوار البحر والي يعتبره صديقة منذ أكثر من نصف قرن من الزمان ، العم مساعد إبراهيم ، قضي حياتة صياداً يجوب البحر من أقصي الشمال لأقصي الجنوب يقضي الليالي داخل البحر داخل البحر دون خوف لإدراكه لأسراره وخباياه ، عمره الآن 93 عاماّ،وهو ما بان علي ملامحة التي رسمت تلك السنوات خطوطها عليها ، جلسنا اليه لنستمع الي الذكريات التي لا يزال العم مساعد يذكرها جيداً وكأنها حدثت معه البارحة !
*متي بدأت علاقتك مع البحر ؟
أنا في الأصل عسكري لكن كان يستهويني البحر وأنا ابن الثالثه عشرة.
*صف لنا تفاصيل يومك وأنت داخل البحر ؟
كحياة كل أنسان في البر لا يختلف عنها شيء إلا أننا نبدأ يومنا في الثانية صباحاً وهو الوقت الذي يخلد فيه أهل البر الي النوم.
*هل كنت محظوظاً مع (الشبكة) .؟
صمت وكأنه رجع لنصف قرن مضي قبل أن يقول : (الحمد لله شبكتي م حصل خذلتني في يوم ودائماً كنت راضياً)
*إلي أين كنت تذهب بصيدك.؟
في الأول قمت بافتتاح دكان صغير بالمنزل أبيع السمك عبره لأهل الحي وأمنح بعض السريحة (قففاً) يذهبون بها سوق المروده .
*ماهو التوقيت المناسب لاصطياد كمية وافرة من الأسماك .؟
من الثالثة فجراً وحتي السادسة صباحاً.
*كم كان يبلغ سعر الكيلو ذلك الوقت .؟
ما بين 5 إلى 7 قروش ؟
*عم مساعد أغرب ما صادفك داخل البحر .؟
البحر كلو غرائب
*وماذا عن الجن الذي يسكن عمق البحار .؟
الجن بعيش داخل البحر وفي يوم مع مغيب الشمس وقف أمام المركب شيء ضخم لا تفاصيل له سوي اللون الأسود والضخامة التي تميز بها ولم يكن بجواري صياد من الزملاء ، وحاولت ضربة بفأس كان موجود بالمركب ورغم العافية التي كنت أتمتع بها إلا أن ضرباتي لم توجع ذلك الشيء وبعد عدد من الضربات تلاشي ، وفي صباح اليوم التالي تلاشي ووجدت مكانة بقعة كبيرة أخذت مساحة في شكل زيت أسود لزج .
*ظهور مثل تلك الأشياء الم يخيفك .؟
لم يخيفني لأنني ومع مرور الأيام علمت أن الجن والتماسيح والقرنتية وكل ماهو داخل البحر يخرج من التاسعة مساء الي البر ولايعود إلا بعد طلوع الشمس .
*هل يعني أنك كنت تنام دون خوف داخل البحر .؟
أنام بأطمئنان داخل البحر أكثر من خارجة.
*مواقف أخري مرت بك .؟
في يوم كنت عائداً من منطقة أبو حجار وبرفقتي صغيري إبراهيم الذي كان يبلغ العاشرة من العمر ومع مغيب الشمس ظهر ساحر بطرف البحر وشكله مخيف ومرعب ليصبح كل همي إنقاذ صغيري منه ، وبالفعل بدأت أسرع في التجديف بالمركب وكان هو يطاردنا ، وعند وصولنا الي توتي تحول الساحر إلى تمساح أمام ناظري ودخل إلى عمق البحر .
*هل يعني أن التماسيح داخل البحر يمكن أن تكون من الجن .؟
نعم أغلب ما داخل البحر ماهو إلا جن .
*هل اصطدمت بالجن وجهاً لوجه .؟
كثيراً وأذكر موقفين الأول عند الخزان بجبل اولياء وقف الجن في هيئة حيوان ضخم أمام صيدي ، فحاولت ضربة بالحربة التي أمسك بها علي الدوام ولكنه لم يتزحزح وفضلت أراقبة حتي غادر ،أما الموقف الثاني فكان تحت كبري أم درمان القديم حينما شعرت بشيء يمسك برقبتي كأنه يريد قتلي وبعد معركة عنيفة غادر المكان وتركني حائراً .
*عم مساعد ماذا عن الغرقى داخل البحر .؟
كثيراً ماوجدت بعضهم داخل الشبكة مع الأسماك وفي مرات كثيرة أمسك بيد أحدهم داخل الشبك
ظناً أنة صيد ثمين لأتفاجأ بأنها جثة ولا أتبين الشكل لأننا عادة ما نصطاد في الثلث الأخير من الليل .
*ذكرت سابقاً أسم القرنتية … حدثنا عنها .؟
القرنتية حيوان مرعب ومخيف وهي أخطر من التمساح وهي قادرة علي أن تفتك بك دون أن تأكلك لأنها تعيش علي الأعشاب وفي مرة صادفتني بمنطقة الأقمار الصناعية وكدت أن ألقي حتفي وصغيري إبراهيم لولا عناية الله لأنها تملك سرعة خيالية وكانت من أصعب المواقف داخل البحر .
*هل هي كثيرة الظهور .؟
هي موسمية الظهور ويكثر ظهورها في فصل الصيف .
*ما لايعرفه الناس عن التمساح .؟
التمساح يخرج من البحر في فترة المساء بحثاً عن فريسة لكن يقضي النهار في طرف البحر يشتم الصيد القادم ودائماً يكون في حالة استعداد للهجوم ولا يفوت فرصة حتي وإن كان ممتليء البطن حيث يعمل علي دفن فريسته في البر ويأتي إليها ولو بعد شهور فهو لا ينسي .
*وحقيقة عروس البحر ؟
لا يوجد عروس بحر ومن يقول ذلك كاذب فعروس البحر خرافة ليس إلا.
حوار : تفاؤل العامري
صحيفة السوداني