منذ 30 عاما أو أكثر، لجأ الكثير من النساء لتنظيم الحمل بتنظيم عدد أفراد الأسرة، لما له من تأثير مباشر على صحتها، حيث إن الحمل والرضاعة يلقيان بالعبء على صحة المرأة، ويجهدانها. وبالتالي، يؤثر في صحتها البدنية عامة. لذلك ينصح بفترة لا تقل عن عامين، كحد أدنى بين الحمل والآخر، لكي تستعيد المرأة صحتها ولياقتها، ولكي تعطي طفلها حقه من الرعاية والعناية.
وفي الآونة الأخيرة، اعتمدت النساء في ذلك على أقراص منع الحمل التي تتركب من هرمونيّ الأستروجين والبروجستيرون، على أن تأخذ قرصا واحدا يومياً ولمدة 21 يوماً. وكأي دواء كيميائي، لابد من التعرف على مضاعفاته الجانبية وخطورته، حتى يتم التحكم في إيقافه أو مراجعة الطبيب فور ظهور أحدها على المرأة. كما أنه لا ننصح مطلقا بأخذها أكثر من 3-6 أشهر متواصلة لنفس النوع، بالإضافة إلى الإكثار من شرب الماء وأخذها في الموعد المحدد نظاميا، ليأتي مفعولها.
فمن المضاعفات المصحوبة كثيرا للأقراص هذه، هو نزول قطرات من الدم بين موعدي الدورة الشهرية المتوقعة بعد انتهاء 21 حبة، وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من بدء استعمال الأقراص. وفي كل الأحوال إذا لم يكن تنقيط الدم أكثر من خمسة أيام، فلاتزال حبوب منع الحمل فعّالة طالما يتم أخذها بشكل صحيح ولا يتم نسيانها.
والغثيان عند بداية تناول الحبوب، من الأعراض المهمة. وننصح هنا بأخذ القرص أثناء إحدى الوجبات أو قبل النوم مباشرة. ولابد من ترك الحبوب تماما إذا كان الشعور بالغثيان مزعجا أو أنه دام أكثر من ثلاثة أيام. هذا بالإضافة إلى الصداع وألم في الصدر وزيادة في الوزن بسبب احتباس السوائل، وخاصة في مناطق الثدي والفخذ.
ومن المضاعفات المزعجة الأخرى، هي التقلبات المزاجية والاكتئاب، وانخفاض في الرغبة الجنسية، وتغيير في الإفرازات المهبلية، نتيجة لتغيير الهرمونات الحاصلة بسبب الأقراص في كثير من الغدد. فمن المهم أن تتم مناقشة ذلك مع الطبيب، لعدم الوقوع في الالتهابات البكتيرية أو الفطرية، التي قد تضر بالزوج أيضا.
والأهم في هذه المضاعفات والتي لا ننصح بتأجيلها مطلقا، هو الإحساس بتغير في الأوردة الدموية، أو ملاحظة تخثر في الدم في أي مكان في الجسم، أو الإحساس بتكتلات غريبة في الصدر أو تحت الإبط، ولم تكن موجودة من قبل، لما لها من احتمالية حدوث جلطات أو أورام سرطانية في أماكن مختلفة، ونخص في ذلك المرأة المدخنة، أو من هي هواة النرجيلة والمشروبات الغازية، أو أنها تشتكي من البدانة وفوق عمر 35 سنة. كما أن آخر الأبحاث أكدت على من لها في العائلة تاريخ في الدوالي أو الأورام السرطانية، أن تجد نوعا آخر غير الحبوب الهرمونية في تنظيم فترات الحمل والأسرة، كالعازل الطبي للطرفين أو لأحدهما، أو باستخدام أقماع مهبلية مطهرة، أو غير ذلك بعد الاستشارة مع الطبيب الخاص، وتمنياتنا لكن بالسلامة.