أسامة عبد الماجد : شبكات (الغش) الإجرامية

٭ واحد سألوه يعنى إيه عزاء؟ قال يعني حفل حزين بيوزعوا فيه قهوة (دايت) .. والآن الحكومة حولت الشهادة السودانية بعد حالات الغش التي حدثت من طلاب أجانب إلى مناسبة حزينة.
٭ وتواصلت المأساة أمس بتصريحات جديدة لوزيرة التربية سعاد عبد الرازق – تجدونها في صحف اليوم – عقب لقائها رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر بمكتبه، كتبت (سعاد) فصلاً جديداً و(حزيناً) في مسلسل (الشهادة)، فصل أكثر حزناً وبؤساً وهي تكشف عن خروج عناصر من الشبكة الإجرامية المتورطة في عمليات (الغش).
٭ قالت سعاد ولنجعل حديثها حرفياً بين مزدوجتين لأهميته (الشبكة التي حاولت تخريب الشهادة السودانية جزء منها طلع خارج السودان) .. بمعنى أوضح أن مجموعة إجرامية (هربت) وذلك يعني أن القضية أخذت منحى آخر، وفي ذلك تأكيد بوجود شبكة إجرامية تقوم بعمل منظم.
٭ حديث سعاد يغري بطرح حزمة من التساؤلات وبشكل مباشر ماهي هوية تلك المجموعة التي هربت؟ وماجنسية أفرادها؟ وقد أشارت إلى هروب جزء فأين البقية؟ .. إنغمست الصحافة في تناول الطلاب الأجانب ومايتعلق بما بدر من حكومة دولتيهم (مصر والأردن).
٭ ولكن كثيرون أغفلوا التنقيب في بئر المجموعة التي تقف وراء الطلاب .. لا علاقة لنا بالطلاب منذ الآن ولا بجنسياتهم حتى لو كانوا سودانيين، ولا يهمنا الأجهزة المتطورة التي استخدموها في كشف الامتحان .
٭ مايهم وأعتقد أن القارئ العزيز يشاركني في ماذهبت إليه، أن أس الموضوع في القضية هو من سرب الإمتحان وكيف تمت عملية وصول إجابات الامتحان إلى هواتف الطلاب؟
٭ لا نريد للقضية أن (تبرد)، مهم جداً تناولها إعلامياً وبكثافة حتي تواصل الحكومة همتها، وتحفظ شرف الشهادة قبل أن يلاحقها عار (الكشف والغش) .. جهات ما عبثت بالشهادة، وهي جهات منظمة على ذمة الوزيرة.
٭ مطلوب من الحكومة أن تطوي ملف الطلاب طالما تعهدت لنظيرتها بمصر – وربما الأردن – بإطلاق سراح أبنائهم، وتفتح ملف من يقفون وراء الطلاب المخدوعين .. كثير من القضايا لم تفك طلاسمها وظلت المجموعات الإجرامية التي تقف خلفها مجهولة مثل (ضبطيات) المخدرات عبر الحاويات.
٭ سبق لمدير هيئة الموانئ البحرية جلال شيلة، أن شكا من وجود عشرات الحاويات التي تحمل مواداً ضارة داخل ميناء بورتسودان تسبب العديد من المشكلات بالموانئ، اضطر وزير العدل إلى إحالته للتحري بواسطة نيابة أمن الدولة قبل شطب البلاغ لاحقاً في مواجهته.
٭ أعجبني في حالة جلال شليه لجوء الطرف المتضرر من تصريحاته إلى القضاء، وهذا مانريده في قضية الشهادة السودانية .. الوزيرة تتحدث عن شبكات مخربة هربت بعض عناصرها للخارج.
٭ الأمر لا يحتمل السكوت أو التقييد ضد مجهول فهذه الشهادة التي نباهي بها، وهي بالفعل خط أحمر كما قال رئيس البرلمان البروفيسور إبراهيم أحمد عمر .

Exit mobile version