مناوي.. يحرق نفسه ..

بدون مراعاة لعقول الناس.. يتهم مناوي الذي تحارب قواته في ليبيا لصالح حفتر، الحكومة السودانية بأنها تحتضن عناصر تابعة لداعش وتوفر لهم الدعم والسكن.. وذلك في إقليم دارفور حيث انتشار اليوناميد.
> ومناوي يريد أن يؤلب باتهاماته هذي، المجتمع الدولي على السودان.. وفي نفس الوقت وفي ذات المنبر الذي توفر له في فرنسا يقول إنهم يدعمون تشخيص المشكلة السودانية في إطار الحوار الوطني السوداني.
> هكذا قال مناوي بالحرف.. وهذا التناقض يمكنك تفسيره بأنه سيأتي الخرطوم عدواً.. قابلاً لتكرار العودة إلى التمرد في مرحلته اللاحقة الجديدة.. بعد انتهاء مهمة أديس أبابا الحالية.
> والغريب الغريب الغريب يقول مناوي إن كل التفجيرات في ليبيا ذهبت من السودان بشهادة آخر تقرير للأمم المتحدة.
> ولكن هذا القول حتى الآن مصدره هو مناوي وحده.. لأن قواته في ليبيا بعيدة عن دارفور في الوقت الحالي.
> والسؤال هنا: هل سيكون تقرير الأمم المتحدة المزعوم هذا ضمن تشخيص المشكلة السودانية في إطار الحوار الوطني السوداني الذي لمح مناوي بالمشاركة فيه؟
> وما هو موقف حركة مناوي من هذه المزاعم بعد أن تأتي إلى المشاركة في الحوار الوطني من خلال أمبيكي؟
> وأكثر وأغرب من ذلك فإن مناوي يضيع فرصة ذاك المنبر الإعلامي ويتحدث عن أكاذيب تثير سخرية أعداء السودان من اليهود واليمين المتطرف الأمريكي قبل غيرهم.
> وأكاذيبه التي لا تحتاج إلى ما ينفيها للناس والتي تجعل عبدالواحد الذي انشقت عنه حركة مناوي تسخر من قائد حركة يتحدث بهضربة.. كفيلة أن تحرق شخصيته تحت أضواء الإعلام.
> مناوي يضع نفسه بهذه التصريحات في مستوى أقل من مستوى قائد مجموعة داخل فصيل دعك من قائد كل الفصيل.
> ومعلوم لكل الناس عداوة داعش والقاعدة وبوكو حرام للحكومة السودانية التي وجدت الإشادة في دورها المعروف في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
> ومناوي الذي يجعلنا دون أن نشعر نتجه في تناولنا لما صرح به نحو تبرئة الحكومة.. هو نفسه يبرئها مما ألصقه بها.
> لأن كل العالم يعلم اليوم وضع الحكومة السودانية.. وكنا نود أن يفيدنا مناوي بالحقائق لا بأكاذيب واضحة جداً.
> ومناوي في هذا الوقت أنسب له أن يحدث عن مستقبل التسوية مع الحكومة السودانية حتى نرى أنه جدير بأن يتبنى قضية إقليم أو قضية دولة.
> لكنه ينتظر ما سيعتمده أمبيكي للمشاركة في الحوار الوطني.. ويستبق ذلك باتهام الحكومة بأنها تحتضن كيانات هي في الحقيقة أعداؤها.
> لقد انهزم مناوي ميدانياً وأفلس اعلامياً وأحرق نفسه سياسياً بجدارة.. وهذا يعني أن حركته تحتاج إلى بديل قوي أقوى منه في الرد على تساؤلات الإعلاميين.
> ولعل أفضل لحركة مناوي إذا كان يقودها هو، أن تستكمل خطوات دمجها واتحادها مع حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور جبريل إبراهيم في حركة واحدة.
> وهذا ربما مهد له مناوي نفسه حينما تنازل عن فرصته في قيادة الجبهة الثورية لجبريل.. لكن قطاع الشمال حسبها بصورة جديدة حسابات ميدان.. فقد انهزمت كل حركات دارفور وأصبحت مصدر مخاوف للأهالي فقط دون الحكومة.
> لو كانت هناك قرائن يمكن استغلالها في ربط الحكومة السودانية بداعش والقاعدة وبوكو حرام وثوار طرابلس الذين يحاربون حفتر، لما انتظرت القوى الأجنبية اتهامات مناوي.. فلا يمكن أن يكتشف هو ما يغفل عنه غيره.
> فالحقيقة هي أن قصة مالحة ومليط وكتم متعلقة بخلوة قرآنية لمجموعة صوفية..هؤلاء صوفية وليسوا دواعش.
غدًا نلتقي بإذن الله.

خالد حسن كسلا

الانتباهة

Exit mobile version