وزيرة فرنسية تهاجم موضة “ملابس الحجاب”.. وتتهم H&M بـ “تغليف الأجساد”

هاجمت الوزيرة الفرنسية المكلفة بحقوق المرأة لورانس روسينول الملابس الإسلامية والماركات العالمية التي تصنعها مثل H&M وUniqlo وDolce & Gabbana، واصفةً إياها بالشركات غير المسؤولة لأنها “تروّج لثقافة تغليف أجساد النساء بتلك المنتجات، وبالتالي لأسلوب حياة معين”.

الوزيرة الفرنسية التي حلّت ضيفةً على قناة BFM TVالفرنسية الأربعاء 30 مارس/آذار 2016، قالت إنها ضد الموضة الإسلامية والشركات التي تصنع ملابسها مثل الحجاب والبوركيني (لباس سباحة للمسلمات) “لأنها تُصور منتجاتها وكأنه من الواجب على النساء المسلمات ارتداؤها”.

الترويج لأسلوب حياة

وأضافت أن ما يُثيرها في الموضوع هو “وسائل الإقناع التي تستخدمها تلك الشركات للدفاع عن نفسها، إذ تنفي أنها تروّج لأي أسلوب حياة، حيث تقول H&M أنها تسمح لكل شخص أن يلبس حسب شخصيته وأفكاره، وهذا أمرٌ غير صحيح”.

وأفادت الوزيرة أن الشركات التي ذكرتها بالاسم باستثمارها في الملابس الإسلامية “تكون قد تخلت عن مسؤوليتها الاجتماعية وتروج لحبس أجساد النساء، وبالتالي يُصبح التحدي هو السيطرة الاجتماعية على تلك الأجساد”.

روسينول أشارت أيضاً إلى أن تلك الشركات العالمية الشهيرة “ما كانت لتستثمر في المجال لو لم يكن مُربحاً مادياً، بحيث من المنتظر أن يُدر العام 2019 أكثر من 500 مليار دولار أميركي”.

مؤيدون لروسينول

وتشارك النائبة البرلمانية عن حزب الجمهوريين الفرنسي المحافظ ناتالي كوسكيوسكو موريزيز الوزيرةَ في طرحها للموضوع، حيث قائلة في تصريحات لنفس القناة التي استقبلتها للتعليق على الموضة الإسلامية إنها غير معجبة بها “لأنها مسحٌ لجسد المرأة وللفرد ولأصالته”.

وبررت النائبة البرلمانية موقفها بكون الموضة “حالة تعبير عن مزاج وأصالة ما”، على حدّ قولها.

deputee francaisie

ما الذي يزعج الوزيرة؟

ولم تقبل نساءٌ مسلمات تصريحات الوزيرة، حيث قالت سيدة تدعى سميرة، وهي فرنسية مسلمة اتصلت بالبرنامج هاتفياً بعد استماعها للتصريحات، إن تلك التصريحات هجمة جديدة على المسلمين بفرنسا، “وكأنه لا يوجد أيُّ مشكل آخر للحديث عنه والبحث عن حلول له مثل البطالة التي لا تكف عن الارتفاع”.

وتساءلت سميرة عن الجريمة التي ترتكبها النساء المسلمات عند ارتدائهن للباسهن، مؤكدةً أن من حق أي شخص أن يلبس ما يشاء.

وحثّت ذات المتدخلة الوزيرةَ على الاهتمام بمشاكل أخرى كالدعارة “بحيث أصبح لكل شخص اليوم في فرنسا الحرية في أن يبيع جسده، لكن في حالة أردت أن تغطي جسدك والذهاب إلى البحر بالبوركيني يُنظر إلى الأمر على أنه مشكل كبير يجب الاعتراض عليه، يا ترى ما الذي يضر الوزيرة لو شئنا أن نخفي هيئاتنا”.

وختمت سميرة مداخلتها قائلةً إن الحجاب “علاقة خاصة بين الإنسان وربه، ولا يمكن لأي جماعة سلفية أو أي شخص أن يَفرض وضعه على المرأة التي يمكن أن تضعه أو لا تضعه بملء إرادتها”.

يشار إلى أن لورانس روسينول (59 عاماً)، عضو في الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ينتمي إليه الرئيس فرانسوا هولاند منذ العام 1981، وسكرتيرته الوطنية المكلف بشؤون البيئة.

عينت روسينول سنة 2014 كاتبةً للدولة مكلفة بالمرأة والأشخاص المسنين في حكومة الوزير الأول ايمانويل فالس، قبل أن تعين مطلع العام 2016 وزيرةً للأسرة والطفولة وحقوق المرأة.

huffpostarabi

Exit mobile version