تحل اليوم الذكرى التاسعة والثلاثون لرحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذى وهب حياته للفن، وأثرى الحركة الفنية بالعديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية والغنائية، التى ما زالت محل اهتمام ومتابعة من مختلف الفئات العمرية، وتظل حياة العندليب مليئة بالأسرار، التى حاولنا الكشف عن بعضها من خلال ابن شقيقه المطرب محمد شبانة، الذى اختص «الوطن» بمجموعة من الصور، وتحدث عن مناسبة كل صورة منها.
سافر إلى إيطاليا لبدء رحلة علاجه برفقة صديقه المصور فاروق إبراهيم وشقيقه وابن خالته شحاتة، واستغل العندليب فرصة وجوده هناك، وحرص على التجول فى عدد من معالم إيطاليا، وذهب إلى ميدان «بيكاديللى»، الذى يشتهر بوجود نافورة «إيروس» الشهيرة، وطلب من فاروق إبراهيم أخذ مجموعة من الصور التذكارية له.
اشترى فيلا بالقرب من شاطئ الفردوس فى منطقة العجمى، بلغت مساحتها ما يقرب من 1000 متر، وكانت مبنية على الطراز الإنجليزى، وقام العندليب باستئجارها عند سفره للمصيف قبل أن يقرر شراءها، وشهدت هذه الفيلا أحداثاً عديدة فى حياة حليم، منها أنه أبقى الكاتب الراحل محمود عوض فيها قيد الإقامة الجبرية، كى ينتهى من كتابة حلقات مسلسل «أرجوك لا تفهمنى بسرعة» وخدعه العندليب حينها بقوله: «تعالى نسافر إسكندرية نقعد كام يوم وانت تكتب المسلسل هناك» وتركه هناك وحده بعد أن زود الفيلا بالطعام والشراب، وغادر المدينة عائداً إلى القاهرة برفقة سائقه الخاص عبدالفتاح.
كان عاشقاً لورد البنفسج دون غيره، وكان يقتطفه من وسط أنواع الورود المختلفة، لما له من رائحة نفاذة، ولذلك كان منزله مليئاً بهذا الورد، لأنه كان يعتبره محفزاً لإبداعه الغنائى.
كانت تربطه علاقة قوية بصاحب الجلالة الملك الحسن الثانى، عاهل المغرب، وأهداه الأخير فى مطلع السبعينات ساعة نادرة مصنوعة من مادة «الستانلس»، ولكنها غريبة الشكل وكانت غير تقليدية، وأوصى أحد بيوت الأزياء فى المغرب بتصميم قميصين من نفس الشكل، وأتى بالمصمم إلى القصر، وأخذ مقاسه ومقاس عبدالحليم، وطلب منه عدم طرح نوع القماش المصنوع منه القميص فى الأسواق إلا بعد 30 عاماً، وهذا كان عرفاً متبعاً لأزياء الملك.
كان المصحف رفيقه فى أوقات الشدائد، وكان يؤدى كل الفروض ما عدا فريضة الصيام، تنفيذاً لتعليمات الأطباء، وعندما كانت شائعات ادعائه المرض تطارده من الصحافة، كان يذهب برفقة أحد أصدقائه الصحفيين إلى مسجد الحسين، ويجلس هناك من صلاة العشاء إلى صباح اليوم التالى، يؤدى الصلاة ويقرأ القرآن.
أتم محمد شبانة عامه الثانى، وكان والده يستعد للاحتفال بعيد ميلاده، ولكنه فوجئ برغبة عبدالحليم فى تأجيل موعد الحفل لحين عودته إلى مصر، حيث كان موجوداً خارجها بسبب ارتباطاته الفنية، ولم يجد والد الطفل الصغير مفراً أمام إصرار شقيقه، وقام بتأجيل حفل عيد الميلاد لمدة 10 أيام، وبمجرد عودة العندليب إلى مصر احتفل بعيد ميلاد نجل شقيقه فى منزله بحى الزمالك، وحضره أفراد العائلة وعدد من جيران حليم، وحرص على التقاط هذه الصورة معه أثناء إطفائه للشموع.
كان من جيران عبدالحليم المطربة عزة بلبع وعائلتها، وجراح الكبد الدكتور ياسين عبدالغفار، وفى ليلة ما أصيب العندليب بنزيف حاد فى الفيلا، وكان برفقته سائقه الخاص، واضطر الأخير لأخذ السيارة التى كان يمتلكها حليم بعد حصوله عليها من الملك الحسن الثانى، وسافر بها إلى القاهرة، لإحضار الدكتور ياسين عبدالغفار من منزله بالهرم، ثم عاد إلى الإسكندرية فى رحلة استمرت ساعتين إلا ربع الساعة ذهاباً وإياباً، لأنه كان يسير بأقصى سرعة لإنقاذ حليم من الموت.
عاش قصة حب ملتهبة مع سيدة مطلقة أهدته فى أوائل الستينات ميدالية مكتوباً اسمه عليها ودبلة، وعندما شعر كل منهما بحاجته للآخر، تقدم العندليب للزواج منها، إلا أنه اصطدم برفض جدها، الذى كان يرغب فى إعادتها لعصمة طليقها، وظل محتفظاً بالميدالية والدبلة إلى أن وافته المنية.
صحيفة الوطن