كشف مصدر مطلع في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان عن اجتماع استثنائي عقده مجلس حكماء قبيلة الدينكا مع الرئيس سلفا كير ميارديت تناول المجاعة الطاحنة التى اجتاحت منطقة بحر الغزال الكبرى، وافاد المصدر«الإنتباهة» ان اعضاء المجلس طالبوا الرئيس باتخاذ خطوات عاجلة لانقاذ ابناء قبيلته التى مات منها العشرات جراء الجوع الامر الذي يهدد بزوال مستقبل قبيلة الدينكا مع زيادة تعداد قبيلتي الشلك والنوير حيث بدأ الحصاد في مناطقهم بينما يعاني مواطنو بحر الغزال الكبرى من جوع ادى لانتشار امراض عديدة، وفي السياق نفسه حذرت منظمات دولية بان المجاعة التى ضربت منطقة بحر الغزال الكبرى ستؤدى لكارثة انسانية ضخمة خاصة مع استمرار المعارك بين الحكومة والمعارضة، وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس:
ظهور سلفا كير
أثار أحد مواطني دولة جنوب السودان استهجان وغضب المجتمع الجنوبي بعد تشبهه برمز ديني في احد كنائس جوبا وعرضه التلفزيون، رغم ان المواطن اقدم على الخطوة احتجاجاً على الحرب والمجاعة الطاحنة التى ضربت الدولة، وفي سياق منفصل ظهر رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت امس في كاتدرائية سانت تيريزا في جوبا بعد غياب ثلاثة اشهر أثار فيها تساؤلات حول صحته رغم الأخبار القصيرة التى تظهره في التلفزيون القومي بصورة غير يومية، وبحسب شهود عيان فان الرئيس سلفا كير رغم ظهوره المفاجئ إلا انه مكث حوالي دقائق قبل ان يخرج ولم يفسر خروج الرئيس أمام المواطنين.
اعتقال ستيفن
اعتقلت الشرطة العسكرية بدولة جنوب السودان اللواء ستيفن بواي مجدداً بدون اسباب واضحة، ويعرف اللواء ستيفن بانه قائد فرقة الجاموس الشهيرة في اعالى النيل وترجع حيثيات خلافاته مع الحكومة في جوبا بعد ان صفع مفوض مجلس الدينكا في مقاطعة الرنك، وفي سياق منفصل رشحت معلومات عن اختفاء الجنرال قارهوث جاتكوث في ظروف غامضة في العاصمة جوبا بعد وصوله وفق اتفاق السلام الذي وقعه مع حكومة سلفا كير في نيروبي، مما اثار دهشة وحيرة من قبل عناصره.
وصول حرس مشار
يتوقع وصول «40» عسكرياً من المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان الى العاصمة جوبا مساء امس «الإثنين» ولم يصدر من المعارضة في فقاك ما يؤكد المعلومات التى وردت من جوبا التى افادت ايضاً ان «40» هم سيكونون الحراس الشخصيين لزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار.
ملايين الدولارات للمليشيات
كشف تحقيق استقصائي ان «227» مليون دولار من مبيعات النفط بدولة جنوب السودان التى تقوم به شركة «نايل بت» المملوكة للحكومة بجوبا صرفت على المليشيات المتحالفة مع الحكومة في الحرب الاهلية ضد المعارضة المسلحة التى يقودها رياك مشار، وبحسب الوثائق التى تحصلت عليها «اذاعة تماذج» فان اموال النفط للعام 2015م تم شراء الاسلحة بها للمليشيات المتحالفة مع جوبا في تجاوز واضح للجيش الحكومي، لكن شركة «نايل بت» تقول ان تلك الاموال ذهبت لصالح دعم اسعار الوقود وليس لشراء الاسلحة.
وتجدر الاشارة الي ان شركة «نايل بت» كانت قد تورطت العام الماضي في صرف اموال لاقارب الرئيس سلفا كير عبر مديرها العام الذي يتبوأ منصب مدير مكتب سلفا كير في الحزب الحاكم ، وهو حالياً متورط بحسب الوثائق في تمويل وتسليح المليشيات المتحالفة مع الحكومة، ويثبت فريق الامم المتحدة بجنوب السودان والمركز السويسري لمسح الاسلحة الصغيرة ان عملية تمويل وتسليح المليشيات في ولايتي الوحدة واعالى النيل باموال النفط تمت عبر جهاز الامن الوطني بجوبا بعد ان ارتفعت ميزانية صرف الشركة خلال عام من «25» مليون دولار الى «227» مليون دولار وفي العام «2013-2014» كانت ميزانية الشركة «25» مليون دولار وفي «2014-2015» كانت «227» مليون دولار بينما العام «2015-2016» هي «123» مليون دولار، والغريب وجود مبلغ «100» مليون دولار في حين ان انتاج النفط تعثر بسبب الحرب وانخفض سعره عالمياً، ولم تكشف بعد اين ذهبت تحويلات الشركة النفطية المملوكة لحكومة جنوب السودان، بدوره يقول رئيس شركة النفط الوطنية مشار ادر ان ارتفاع ميزانية شركة «نايل بت» كان بشكل حاد خلال عام واحد، ويضيف مشار يجب القول ان هناك حربا في البلاد كما انها اثرت على كل شيء لكن تبقى زيادة الميزانية غير واضحة غير دعم الوقود.
التسليح ليس صدفة
التحقيق الاستقصائي نقل ايضا عن مصادر بالامم المتحدة بان شركة «نايل بت» تمول شراء الاسلحة لصالح قبيلة الدينكا فرع «بدانق» التى ينحدر منها وزير النفط فى جنوب السودان الحالي ستيفن ديو، حيث يتم تسليح تلك المليشيات لمساندة قوات الجيش الحكومي في معاركم ضد المعارضة كما انهم لا يتعرضون للمحاسبة، وهذه المليشيا على وجه الخصوص تتلقى التسليح والذخيرة والعتاد الحربي من جهاز الامن الداخلي الذي يرأسه الفريق أكول كور مع تفويض مالي مفتوح باموال شركة «نايل بت» التى يصادف ايضا ان يكون عضواً في مجلس ادارة الشركة بجانب عضوية وزير النفط نفسه ستيفن ديو، وينبه التقرير ان المركز السويسري لمسح الاسلحة ان تلك المليشيات تم تسليحها بواسطة وزير النفط نفسه، ويضيف التقرير ان التسلسل الهرمي العسكري يمنع دعم وزير النفط للجيش الشعبي لكن عبر المليشيات فانه يدعم الجيش بطريقة غير مباشرة ويدلل التقرير بان مليشيات الدينكا قامت بالسيطرة على الضفة الشرقية لنهر النيل من قبيلة الشلك التى طردت من مكانها التاريخي.
ووفقاً للتقرير، فلقد أشرف المدير العام لجهاز الأمن الوطني أكول كور على تسليح مليشيات الدينكا الاخرى وتدعى «مثيانق أنيور» التي تم إعدادها قبل بدء الحرب في ديسمبر 2013، ووفرت لها الأسلحة الإسرائيلية ومع ذلك، لم يقُل التقرير ما إذا كان تم الحصول على الأسلحة مباشرة من إسرائيل أو من خلال يوغندا، لكن الثابت ان هذه المليشيات قامت بعمليات حرق وقتل المدنيين من قبيلة الشلك وهاجمت قوات الجنرال جونسون الونج عدة مرات قبل اتفاق السلام، وفي الاطار نفسه يكشف التقرير ايضا عن قيام عدد من تجار السلاح بالاتصال بقيادات حكومية لدفع السلاح مقابل النفط الخام من جنوب السودان في يناير الماضي، لكن المفوض السابق لمقاطعة ملوط ثون جيوك ينفى علاقة الشركة بالمليشيات ويقول ان الشركة هي ذراع وزارة النفط واذا كانت الشركة قد تدفع للمليشيات فان ذلك لاجل حماية حقول البترول والدفاع عن انفسهم، واضاف المفوض السابق بان القبائل تحصل على حصة من عائدات النفط لتأمين احتياجات التنمية في مناطقهم. وفي نهاية التحقيق تحدث بول الرئيس السابق لشركة «نايل بت» بول ادونق فسر زيادة الانفاق في الشركة لزيادة اسعار الوقود المستورد من يوغندا وكينيا بجانب تكاليف الجمارك والنقل.
انتهاكات جديدة
أعلنت آلية المراقبة الأمنية بمفوضية التقييم والمراقبة لاتفاق السلام بدولة جنوب السودان التي يرأسها اللواء الاثيوبي هيلي مريم عن «5» انتهاكات جديدة وقعت بين الحكومة والمعارضة المسلحة خلال الفترة الماضية. وتحدث التقرير عن معارك في ولاية غرب الاستوائية بهجوم القوات الحكومية على قرية باري في مندري ثم هجوم حكومي على قرية جاريا حيث احرقت حوالي «150» مخزناً للمواد الغذائية والمحاصيل بجانب نهبها للعيادات الطبية ولم يقتل احد لان المدنيين هربوا من القرى قبل هجوم قوات الجيش الشعبي، أما الخرق العسكري الثاني كان عندما هاجمت القوات الحكومية قرية لوزاها حيث اعترفت القوات الحكومية بحرق منازل المدنيين ومخازن المحاصيل الزراعية، وشنت على اثرها القوات الحكومية ايضا هجوما واسعا ضد المعارضة المسلحة في انتهاك واضح لاتفاق السلام، ونقلت آلية المراقبة شهادات قيام الجيش الشعبي بحرق رجلين وقتله بينما نجا آخرون من حروق شديدة.
والخرق الثالث كان هجوم المعارضة المسلحة في ولاية اعالي النيل على الطريق بين اكوكا وملكال مما ادى لاصابة عدة اشخاص بمن في ذلك ضابط بجهاز المخابرات بجوبا كما وقع الهجوم بالقرب من مناطق سيطرة الجنرال جونسون الونج.
بالنسبة للخرق الرابع فلقد حدث في شرق مقاطعة مندري حيث هاجمت قوات المعارضة المسلحة حامية حكومية وتم اطلاق نار وقصف لمدة ساعتين.
أما الخرق الاخير كان عند قيام الجنرال جونسون الونج بقصف من الضفة الشرقية على احد موانئ ولاية اعالى النيل حيث اسفر الهجوم عن حرق عدد من المنازل وتهجير السكان.
وفي ختام التقرير الذي نشرته آلية المراقبة امس الاول، فان الحكومة فشلت في حماية المدنيين في ولاية غرب بحر الغزال حيث زعم ان الجيش الحكومي قام بحرق القرى وتشريد السكان حيث تم التوثق بان الجيش الشعبي قام بالمشاركة في الاشتباكات التى وقعت في بحر الغزال، ولم يتوصل التقرير للطرف الثاني الذي هاجم الجيش الشعبي بعد ان توصل الي ان المعارضة المسلحة ليست جزءا من القتال الذي اندلع في المنطقة.
جندي يفتح النار
فتح جندي بالجيش الشعبي الحكومي تابع للقوات الخاصة التى يرأسها الجنرال بول اكوت فتح النار على المواطنين في منطقة سوق الزاندي السكانية في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان الخميس الماضي، وبحسب سكان المنطقة فان الحادثة ادت لمقتل «4» اشخاص بينهم امرأة وترجع حيثاتها الى ان الجندي نشبت بينه وعدد من الاشخاص خلافات في الشارع بعدها قام بجلب بندقية كلاشنكوف وقام باطلاق النار عليهم وترك البندقية وفر هاربا حوالي الساعة الثانية ظهرً،ا لكن القي القبض عليه بواسطة الشرطة العسكرية وسجنه في القيادة العامة للجيش وهو حالياً يخضع للتحقيق.
استمرار مقاطعة كوفي
تواصلت في شوراع جوبا عاصمة دولة جنوب السودان حملات مقاطعة للحفل الغنائي الذي سيقدمه الفنان الانغولي «كوفي اؤلميدي» لمدة ثلاث ساعات مقابل «1.5» مليون دولار بإشراف نجل محافظ البنك المركزي في جنوب السودان «بول كورنيليو كوريوم مييك»، رغم انتشار لافتات الحفل في شوارع جوبا.
الانتباهة