> قبل أيام طالب برلمانيون بالمجلس التشريعي بولاية الخرطوم، بوضع رقابة صارمةعلى بعض خطباء المساجد بالولاية بحسب صحيفة «الإنتباهة»، وقالوا «بعض الأئمة يغردون خارج السرب». وشددوا على ضرورة توجيهم وكتابة الخطب لهم. صحيح أن كثيراً من خطب الجمعة باتت مكررة ومملة الأمر الذي يدعو كثيراً من الشباب لعدم الحضور المبكر للصلاة حتى يتجنبوا الخطب البعيدة عن الواقع أو التي تجتر الحكايات والقصص الإسلامية المعروفة والمحفوظة عن ظهر قلب لهؤلاء الشباب المتعلمين والذين قرأوها في المراحل الدراسية الأولى.
> وهي مشكلة ليست معني فقط بها السودان، بل العديد من الدول الإسلامية، ففي تحقيق أجرته صحيفة «عكاز» السعودية، قالت ان دراسة علمية خلصت إلى أن ثلث من شملتهم الدراسة يرون أن خطبة الجمعة غير قادرة على تزويدهم بما يحتاجون إلى معرفته من قضايا الدين.
وقالت الصحيفة إن الاستفتاء مع الدراسة أثبت صحة ما ذهب إليه الشرعيون في الجزء الأول من التحقيق عن ضرورة تطوير خطبة الجمعة، والرفع من مستواها يكون برفع مستوى الخطباء وتنمية قدراتهم وعدم تعيين إلا الخطباء الأكفاء مما يحمل وزارة الشؤون الإسلامية مسؤولية مضاعفة.
> وأذكر قبل عام أو أكثر، اتهم رئيس المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد بولاية الخرطوم بدر الدين طه للإذاعة السودانية بعض أئمة المساجد«بأنهم متفلتون ويخرجون عن اللياقة أثناء خطبة الجمعة» وقال إنه تم إعفاء عدد منهم. وأشار الى أن بعضهم ينحرفون عن المسار العام ونصحناهم بالترجل. وكشف عن مشروع يهدف لترقية الأئمة وتطويرهم. وأذكر قبل سنوات أن أحد أئمة الجمعة في أحد المساجد تحدث عن الشذوذ الجنسي وأفرط في الوصف والتفاصيل دون داعٍ.
> ولكن في رأينا أنه مع ما يحدث من بعض أئمة المساجد من تفلتات لا تستدعي أن تتدخل الجهات المختصة كالمجلس الأعلى للدعوة بكتابة خطب جاهزة حتى وإن خصصت لبعضهم، ذلك لأن هذا الأمر إذا حدث سيكون سابقة وقد يشمل كل الأئمة وليس جزءاً منهم بعد فترة، ثم إذا كان هناك أئمة منفلتين ولا يستجيبون للتوجيهات، فمن باب أولى إبعادهم إذا ثبت فعلاً ذلك بشهادة المصلين ولجان المساجد، ولا شك إن كتابة الخطب للأئمة كما يحدث في بعض الدول العربية المصابة بفوبيا الدين والحفاظ على الأمن السلطوي لا يتناسب مع بلد يرفع الشعارات الإسلامية ويستهدف بناء دولة قيمية تتكئ على الشورى والنصح المخلص من المسلمين.
رفع قيمة الدية
> أصدر رئيس القضاء قبل أيام برفع قيمة الدية، واعتبر إمام مسجد الجامع الكبير الشيخ كمال رزق أن الخطوة قد تتسبب في سجن العديد من السائقين الذين سيعجزون عن السداد، وفي رأينا أن للقرار جوانب سلبية وأخرى إيجابية، والسلبية تتمثل بالفعل في دية القتل الخطأ خاصة المتعلق بحوادث المرور فهناك حوادث قد يكون السائق هو المخطئ فيها ومع ذلك يتحمل مسؤولية القتل الخطأ مثل أن تدخل إلى الشارع امرأة مسنة أو شيخ أو طفل فجأة ومن مسافة قريبة جداً مثل النزول المفاجئ من التلتوار فمهما كانت سرعة السيارة بطيئة فسيكون من الصعب التحكم في إيقافها، وحتى إذا توقفت قد يكون هناك ضرر ما للضحية، والمعروف أن السائقين شريحة ضعيفة اقتصادياً ولا قبل لهم بدفع مبلغ الدية الباهظ، كما أن شركات التأمين ستضطر لزيادة قيمة التأمين الأمر الذي سيدفع العديد من أصحاب المركبات العامة التهرب من ترخيص السيارة والذي هو في الأصل مكلف جداً، أما الجانب الإيجابي فهو يتعلق بدية القتل العمد، فقد كثرت حوادث القتل العمد ليس في الخرطوم وحدها بل في العديد من الولايات الأخرى، وجلها تحدث لأسباب تافهة جداً ولهذا فإن استهسال القتل لتلك الدرجة يستوجب رفع قيمة الدية سيما أن العديد من الأسر المتسامحة خاصة في الريف تختار العفو بدلاً من القصاص وهو أمر طيب، لكن كان لابد أن تستصحبه من المشرّع قرار يحمي المجتمع من زيادة حوادث القتل، ولا شك أن زيادة الدية هو الخيار المناسب لهذا الأمر.
خارج النص
> أحرص أن تعطي الصلاة حقها في السجود والركوع وأن تأديها في جماعة ولا تقطع الصلاة أمام المصلين وعليك بالاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم .