تبدأ الصدمة عندما تكتشف الزوجة أن زوجها يخونها سريريا، فيبدأ البركان الزوجي وتتحول الحياة الزوجية من حياة طيبة هادئة إلى حياة تحد وغضب وانتقام وكراهية، وقد رأيت وعشت ردود أفعال كثيرة من النساء ما بين هدوء وحكمة إلى عصبية وصراخ وتهديد وانتقام ويصل في بعض الحالات النادرة للضرب والقتل، وقد جمعت بهذا المقال (14) ردة فعل للمرأة التي تكتشف الخيانة السريرية لزوجها من خلال الواقع الذي عشته ورأيته، فالأولى تتبنى التجسس على ممتلكات زوجها وهواتفه ووسائل التواصل مع الآخرين حتى يصبح عندها التجسس وسواسا لا تستطيع أن تعيش بدونه، والثانية تصبح عصبية على أولادها فتحول البيت إلى توتر وجحيم وصراخ لأن فيها غضبا داخليا انعكس على تربية أولادها، والثالثة تتجه للنظر في شكلها وجسمها ولونها وطولها وعرضها فيصبح عندها هوس لعمليات التجميل من أجل أن تكسب زوجها تجاهها، والرابعة تراجع نفسها وتنتقد تصرفاتها وتهتز ثقتها بنفسها وتدخل في دوامة تطوير الذات والنفس،
والخامسة أصيبت بأمراض جنسية بسبب تعدد زوجها للعلاقات المحرمة، فتتحمل الأمراض سواء كانت في المهبل أو الرحم وغيرها، ولعل من عجائب ما رأيت أن امرأة أصيبت بالإيدز وأصيب الجنين الذي في بطنها وكل ذلك بسبب ارتكاب زوجها للزنا والحرام مع بنات الهوى وهي تعلم بذلك ولا تتحدث معه خوفا منه، والسادسة تستقبل زوجها بعد علمها بالخيانة السريرية بالهروب لبيت والدها وتترك له الجمل بما حمل ليتحمل مسؤولية البيت والأولاد، والسابعة تهدد زوجها وتتوعده بالفضيحة ونشر غسيله بالمجتمع من خلال فضحه في وسائل التواصل الاجتماعي وعند أهله وأقربائه، والثامنة من غرائب القضايا التي عشتها بأن امرأة أرادت أن تنتقم من زوجها عندما علمت بعلاقاته المحرمة بالنساء فضربت الجنين الذي في بطنها وأسقطته ميتا على الأرض، والتاسعة صارت عندها ردة فعل عكسية فقد كانت توفر في ميزانية زوجها وتحسن تدبير ماله فتحولت إلى مسرفة وتصرف ماله يمينا وشمالا وخاصة على نفسها وزينتها حتى تفقره، والعاشرة واجهت زوجها وقالت له ما الذي تريدني أن أعمله لك حتى تقف من الاستمرار بالحرام، والحادية عشرة هددت زوجها بأن تخونه سريريا مثلما خانها هو سريريا، والثانية عشرة رفعت دعوى طلب الطلاق بالمحكمة بعدما جمعت الأدلة ضده، والثالثة عشرة صارت تتتبع النساء اللائي يخرج معهن وتتحدث معهن من أجل إيقافهن عن الاستجابة له، والرابعة عشرة هجرت زوجها في البيت وصارت تنام في غرفة نوم منفصلة عنه وقالت له إذا تركت الحرام أخبرني حتى أرجع لك بعدما تعمل فحصا طبيا لأتأكد أنك خال من الأمراض الجنسية المعدية.
كل هذه المواقف أنا عشتها مع نساء وهي عبارة عن ردات فعل بعضها ينجح في علاج المشكلة ويتوقف الرجل عن ارتكاب الحرام وبعضها لم ينفع على الرغم من تنوع الوسائل في العلاج، ولست الآن بصدد مناقشة أي وسيلة هي الأفضل والأنجح لأن كل حالة لها أسلوبها وعلاجها بما يتناسب مع شخصية الرجل، وقد مررت بتجارب كثيرة في هذه المجال، ولكن الذي أستغربه من أكثر النساء أنهن يتهمن الرجال دائما بأنهم خونة، وأذكر مرة دخلت علي زوجة تشتكي من خيانة زوجها سريريا وبدأت أوجهها بكيفية التعامل معه، فقاطعتني قائلة: كل الرجال خونة، فقلت لها: لا تحكمي على كل الرجال من تصرف زوجك، فردت علي: بل حتى أبي وإخواني يخونون ولو تريد أن أحضر لك أمي وأخواتي ليؤكدوا لك ما أقول، فسكت برهة ثم قلت لها، ولكن أصابع يدك ليست واحدة، ووصف الرجال كلهم بالخونة غير صحيح فلا تصدقي من يقول (إن الرجال خونة ولو لم تجدي شعرة امرأة على سرير رجل فهذا يعني أنه خان مع امرأة صلعاء)، وهذا القول فيه ظلم للرجال ولا نؤيده فكثير من الرجال فيهم خير ويضرب بهم المثل في النزاهة والنظافة والطهارة، ولعل أكثر ما يحفظ الرجل من الانحراف أن يكون متدينا يخاف الله وخلوقا.