زيدان إبراهيم ..جميل كم فقدانه

العندليب الأسمر والبلبل المغرد الذي ضمخ الوطن بشدوه زمانا وعطر سموات الإبداع بأروع الألحان وتبوأ مقعدا من محبة في القلوب.
ولدمحمد إبراهيم زيدان (ولقبه زيدان إبراهيم ) في كادقلي بغرب السودان في 8 يونيو / حزيران 1943 م وكان والده إبراهيم زيدان علي موظفا حكومياًً يعمل في وظيفة رئيس حسابات وكان يتنقل بحكم وظيفته الحكومية من موقع لأخر. فعاش زيدان باكورة طفولته بمدينة ملكال بجنوب السودان وبعد ان تم نقل والده إلى إداراة حسابات مجلس ملكال من مدينة كادوقلي للعمل بإدارة حسابات المجلس الريفي. ونشأ زيدان وحيدا في كنف والديه فلم يكن له أخوة تماما كوالده الذي توفي وهو في سن مبكرة في عام 1956 م ولم يكن له أخوة أشقاء.

وبعد وفاة والده عادت اوالدته (أم الحسين) إلى أم درمان.
تلقى زيدان تعليمه الأولي بمدرسة كادقلي الشرقية بمدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان الحالية ثم في مدرسة بيت الأمانة الأولية بمدينة أم درمان. وفي أم درمان أيضاً تلقى أيضاً تعليمه المتوسط والثانوي في مدرسة حي العرب الوسطي والمدرسة الأهلية الثانوية، على التوالي، برزت موهبته الغنائية وهو في سن مبكرة، فلم يواصل تعليمه بعد المرحلة الثانوية وإتجه نحو الغناء.وتعلم الموسيقي علي يد إسماعيل عبد المعين كما درس بمعهد الموسيقى والمسرح السوداني لمدة عام.
وقد برزت موهبة زيدان الغنائية في وقت مبكر اثناء المراحل الدراسية حيث كان يفوم بتلحين الأناشيد المدرسية ويغني في المسرح المدرسي وقد تعلم في تلك الفترة العزف على آلة العود وانتسب للجمعيات الموسيقية كعازف وقد وجد في البداية تشجيعا من ادارة المدرسة قبل ان يتم تخييره لاحقاً بين المدرسة وفن الغناء وكان الغناء خياره.
بدأ نجمه يلمع كمؤدي لأغنيات الأخرين بصوت متفرد وجميل حتى أطلق عليه الناقد الفني التيجاني محمد احمد لقب «العندليب الأسمر» وظهر زيدان في الإذاعة السودانية في برنامج أشكال وألوان الذى كان يقدمه أحمد الزبير وغنى فيه زيدان أغنية «مشاعر» وهي أولى أغنياته الخاصة به كما تم تقديمه في برنامج «ساعة سمر» باعتباره أحد الفنانين الواعدين. وتوالى ظهوره بعد ذلك على ساحة الطرب والغناء في السودان حيث بدأ يتعامل مع شعراء الأغنية والملحنين والموسيقيين ومن بينهم الموسيقار علاء الدين حمزة و السني الضوي وعبداللطيف خضر.
في عام 1963 م تقدم زيدان للجنة إجازة الأصوات بالإذاعة السودانية التي كانت تضم حسن الزبير و برعي محمد دفع الله وكان مقرر اللجنة ذوالنون بشرى. وتمت اجازة صوته كمغن معترف به مما يعني نشر اعماله الغنائية على الأثير عبر الإذاعة السودانية وسجلت له الإذاعة أول في عام 1967 وهي أعنية بعنوان «أكثر من حب»، ومن ثم توالت أغانيه المسجلة. ،وفي عام 1969 م سجل باستديوهات الأذاعة أغنية «مناجاة» للشاعر المصري إبراهيم ناجي وأحدثت له شهرة وسط جمهور فن الغناء بالسودان.
داوي ناري والتياعي
وتمهل في وداعي
يا حبيب الروح هب لي
بضع لحظات سراع
قف تامل مغرب العمر
واخفاء الشعاع
وابكي جبار الليالي
هده طول الصراع
ما يهم الناس من نجم علي وشك الزماع
غاب من بعد طلوع وخبا بعد التماع
اه لو تقضي الليالي بشتيت باجتماع
سجل زيدان أكثر من عشرين البوم لعدد من الشعراء الغنائيين ابرزهم عوض أحمد خليفة في أغنية « في بعدك ياغالي» وبابكر الطاهر شرف الدين في أغنية «في الليلة ديك» والتيجاني الحاج موسى في «باب الريدة وإنسد» ومحمد جعفر عثمان(أخونك) وعبدالوهاب هلاوى(فراش القاش) و ودسوقى محمد خير ومصطفى عبد الرحيم ومهدى محمد سعيد(جميل ماسألناه) وعزمي أحمد خليل.
وزيدان من رواد مدرسة الرومانسية في الطرب الغنائي السوداني ومن الفنانين المطربين الذين خاضوا تجربة الأغنية المصورة في السودان،غنى خارج الوطن و.
كانت مصر أول وجهة خارج السودان أحيا فيها حفلات غنائية في عام 1971م، وسافر بعد ذلك إلى عدة دول لإحياء حفلات غنائية فيها منها: ليبيا و سوريا و لبنان و اثيوبيا واريتريا و تشاد و الإمارات العربية المتحدة و قطر و الكويت و عمان و اليمن و الصومال و جيبوتي و بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و هولندا و المانيا و اليونان.
من أشهرأغنياته(في الليلة ديك- كنوز محبة- معذرة- عمر السنين – رب العذارى – وسط الزهور – أخونك –
أسير حسنك ياغالي والتي جسد فيها إيقاعات غرب السودان)
توفي زيدان إبراهيم في يوم السبت 24 سبتمبر/ أيلول 2011 بمستشفي المروءة بحي المهندسين بالقاهرة بسبب فشل في الكبد ودفن بالحاج يوسف جوار والدته. رحمه الله رحمة واسعة

اخر لحظة

Exit mobile version