{أتيحت لي أمس الأول وعن طريق المصادفة، فرصة حضور الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاتحاد العام للمرأة العربية المتخصصة، التابع لجامعة الدول العربية الذي انعقد بالقاهرة لمدة يومين.
{فوجئت بوفد نسائي سوداني كبير في الفندق الذي كنت أنزل فيه، يا ترى ماذا يفعل كل هؤلاء (النسوان) هنا، فقد طغى (الثوب السوداني) سريعاً على المشهد في بهو الفندق ذي النجمات الخمس، ولفت نظري أنه لا جامع بين تخصصات ومجالات عمل أغلب أولئك السيدات الفضليات، وكنت أعرف بعضهن مثل الإعلامية والكاتبة الصحفية الدكتورة “بخيتة أمين” والدكتورة “هند مأمون بحيري” حرم الدكتور “عبد الحليم المتعافي” والمهندسة “أزهار عثمان مراد”.
{بعد السلام والكلام والمجاملات، عرفت أنهن قادمات (على نفقاتهن الخاصة) للمشاركة في مؤتمر المرأة العربية المتخصصة!
{ما هي المرأة العربية المتخصصة، يأتيك الرد بأنها كل امرأة عربية تزاول مهنة في مختلف المجالات، ولهذا فإن الوفد ضم طبيبات ومحاميات وسيدات أعمال ومهندسات ومحاسبات وإعلاميات متخصصات في الدعاية والإعلان وتنظيم المهرجانات.
{أعجبني أن الوفد السوداني كان الأكبر عدداً، حتى بالمقارنة مع المشاركات من دولة المقر “مصر”!
{وأعجبني أكثر أن رئيسة الاتحاد من السودان، وهي الأستاذة “بدرية سليمان” نائب رئيس المجلس الوطني، وعلمت أنها فازت بالتصويت المباشر على مرشحتين عربيتين، إحداهما من دولة اعترضت على انضمام السودان للجامعة العربية عام 1956 (السودان تاسع دولة تنضم للجامعة وسبقت المغرب، تونس، الجزائر ودول الخليج العربي، وبالتأكيد الصومال وجيبوتي وموريتانيا وجزر القمر في الانضمام للجامعة)!!
{أدارت الأستاذة “بدرية” الاجتماعات بحنكة واقتدار بحضور الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير اليمني “محمد الربيع”، وقد سرني أيضاً أن مساعدته في الأمانة العامة للمجلس العربي كفاءة سودانية مميزة هي الدكتورة “بخيتة الإمام”!
{إذن السودان اقتحم بقوة في هذا الميدان بأيدي نسائه دون وجل أو خجل، أو شعور بالدونية، وهذا ما كنا نريد أن تفعله وزارة الخارجية مبكراً بترشيح الدكتور “مصطفى عثمان” لأمانة الجامعة العربية، وكان يمكنه أن يفوز لو أن دبلوماسيتنا الخجولة سوقت للفكرة قبل شهر واحد فقط من طرح الشقيقة “مصر” لمرشحها الوزير السابق “أحمد أبو الغيط”، ولكن ماذا نفعل في خارجيتنا الناعمة الكسولة على مر العهود والحكومات!
{سيدات سودانيات من جيل “بدرية” وأخريات في العقد (الثالث) من أعمارهن ناجحات في أعمالهن الخاصة وميسورات الحال، ولا يعرفهن الكثير من الناس في السودان، ورغم ذلك رفعن اسم السودان عالياً وقائداً في تجمع دولي ومحفل مهم كذاك، لدرجة أن الأمينة العامة للاتحاد المهندسة “سامية مصطفى” من “مصر” عندما كنت أعلق معها على الحضور والنشاط الطاغي للوفد السوداني قالت لي ضاحكة: (هي السودان مسيطرة هنا على كل حاجة)، قلت لها مازحاً وعلى طريقتها: (ما انتو ماخدين كل حاجة في حاجات تانية .. أدونا فرصة معاكم).
{شكراً للاتحاد العام للمرأة العربية المتخصصة – فرع السودان بقيادة المهندسة “أزهار عثمان” وأخواتها على هذا التشريف الراقي لبلادنا.