لما كانت الإنقاذ تركب على متحرك (صيف العبور).. يوم لا حديث يعلو على صوت معارك المتحركات التي ذهبت في كل الاتجاهات.. فكانت الإنقاذ تقاتل في جبهة طولها آلاف الكيلومترات تمتد من البحيرات جنوبا حتى سفوح البحر الأحمر شرقا.. كل شيء يومئذ يفضي بك إلى التعبئة.. الإعلام.. أعراس الشهيد.. والزي العسكري.. مظاهر الاستنفارات .
* يومها طلبت الإنقاذ من السيد الصادق المهدي مشاركتها الحكم.. فقال الرجل المهدي قولته المشهورة.. “الإنقاذ الآن تركب على حصانة مجنونة فليس لعاقل أن يكون رديفها”!! بعدها بقليل أو قبلها لا أدري.. ذهب السيد الصادق إلى مفاوضة الإنقاذ في جيبوتي، فقال قولته الأثيرة: “ذهبنا لنصطاد أرنبا فاصطدنا فيلا”!! فلا أعرف من اصطاد من!! ولكن كما في متون إحدى قصائد الشاعر الكتيابي.. لا أعرف من أقبل على من.. ولكنا ركبنا عرضة البحر السواحله السماء!!
* غير أنني هنا معني بتتبع (مسيرة مواسم صيف الإنقاذ) فعلى الأقل نحن الآن بين يدي صيف حاسم آخر، تقابله حكومة ولاية الخرطوم بمدافعة شعارها (صيف بلا قطوعات)!!
* ولحسن الحظ أن على سدة حكومة الولاية الآن رجلا خبر صنوف من (الأصياف الساخنة)، فقد كان سعادة الفريق عبدالرحيم محمد حسين حضورا في قلب الأحداث، من لدن صيف العبور مرورا (بالصيف الحاسم) وصولا إلى (صيف بلا قطوعات).. فكلما حل سعادة الفريق في ناصية حتى وكان في انتظاره صيف باهظ.. لا أعرف من يتربص بمن.. الصيف يتربص بعبدالرحيم.. أم سعادة الفريق يتربص بالصيف!!
* والخشية أن بتحالف الفصلين (الصيف والخريف) في مواجهة الرجل.. فينجح الخريف ولا يفشل الصيف!! فيجتمع ماء الخريف المترع مع ماء الحنفيات الشحيح، فتغرق حكومة الولاية مرة و(تطفح) مرات!!
* ولن تستدرك الجماهير في لحظة عطش أو غرق، بأن ليس لولاية الخرطوم ذنب سوى أنها تتحمل سوءات نظامنا الاتحادي الذي لم يحافظ على الريف.. لنخسر الريف والمدينة معا!!
فمهما اتسعت الخدمات هنا، فإنها لم ولن تسع كل السودانيين الذين أصبحوا بتسورون ولاية الأضواء والنجوم!!
* سيدي سعادة الفريق.. أتمنى أن تعبر حكومتكم بسلام هذا الصيف.. بلا قطوعات مياه.. وبلا انقطاع تيار كهربائي.. وبلا انقطاع عربة النفايات.. ومواصلات لا مقطوعة ولا ممنوعة..
وأتصور أنكم تحتاجون إلى شبه معجزة وفق المعطيات وحجم المطلوبات!! على أن الأزمة برمتها يفترض أن توضع على عاتق الحكومة الاتحادية.. فالخرطوم لم تعد مجرد ولاية عاصمة بقدرما أضحت ولاية قطر، وهي تستقبل المزيد من القادمين زرافات ووحدانا.. فيصبح حال والينا كما ذلك الأعرابي:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله
ويخصب عندي والمحل جديب
فما الخصب للأضياف أن يكثر القِرى
ولكنما وجه الكريم خصيب