تم إيقاف برنامج (ذا كوين) بعد عرض حلقـته الأولى على قنـاة دبي الفضائية، المتعلق بالفنانة أحلام، وما حاولت تمريره من خلال البرنامج بأنها صاحبة شعبية جارفة، يتمنى الجميع كلمة واحدة منها، فما بالك بمشاهدتها على الطبيعة والتحدث معها، وأن المشاركين يتـسابقون – حسب فكرة البرنامج – على كسـب رضاها؛ لـكي توافق على أن يعمـلوا لديـها.. ما حدث في البرنامج يؤكد ما وصل إليه بعض المشاهير من هوس وجنون العظمة، ومحاولة إرضاء مرضه النفسي الذي بدأ يكبر ويتنامى كلما ازدادت شهرته، وكأنه لم يكتفِ بما حقق من نجاح أوإرضاء لغروره إلا من خلال إنتاج برامج تمجيد لشخصه، وإظهار المشاركين بمظهر المتسولين عطفه وحنانه ورضاه عنهم.. ولو كان هذا صحيحًا لقلنا كفى استهتارًا ولعبًا بعواطف الناس أمام الملأ، فما بالك عندما يتبيّن أن أحاسيس المشاركين مزيفة ومدفوعة الثمن، ولا علاقة لها بالحقيقة مطلقًا!!
ما حدث من أحلام له سوابق كثيرة من العديد من المشاهير، سواء مذيعين أو فنانين أو إعلاميين، بما يشير إلى غطرسة الكثير من المشاهير، ومحاولتهم المحافظة على الشهرة بأي طريقة كانت، أو من باب التعالي على جمهورهم. إحدى المذيعات تبيّن أنها تتفق مسبقًا مع ضيوف يؤدون أدوارًا، تتوافق مع حلقتها، بقصد كسب الإثارة واجتذاب المشاهدين والمعلنين على حساب سمعة بنات وشباب بلدها، وكانت النتيجة أن تم كشفها، وعاشت شبه ملاحَقَة من نظام بلدها القضائي. وفنان تبيّن أنه يتفق مع عدد من الجمهور ليلقوا بأنفسهم في حفلاته كأنهم مغمى عليهم من شدة تأثرهم بأغانيه، وغيرها الكثير. أيضًايعتمد أغلب المشاهير على شراء المتابعين في تويتر؛ ليوهموا الناس بأنهم يمتلكون شريحة كبيرة من المعجبين. ولو دخلت إلى حساباتهم لوجدتها تئن من قلة المتفاعلين.
تفاعُل قناة دبي بسرعة إيقاف البرنامج من أول حلقة، بالرغم مما يترتب على ذلك من مشاكل مادية، وبالأخص مع المعلنين، يؤكد مهنية القناة، وحرصها على سمعتها قبل البحث عن المادة.
أود الإشادة هنا بحديث رائع للشيخة هند آل مكتوم، واستغرابها من عرض مثل هذا البرنامج، ومطالبتها بوقفه؛ لما فيه من تفاهات، تؤثر على المجتمع، مؤكدة أهمية الأخلاق، وعدم استغلال المشاركين وحاجتهم للمال.
الشهرة نعمة كبيرة؛ تستحق الشكر، ويُفترض على من منحه الله إياها أن يكون خير سفير لبلده ودينه، وأن يتحلى بالأخلاق الحميدة والتواضع، والمشاركة في الأعمال الخيرية؛ لكي يصبح قدوة حسنة.
(صحيفة سبق)