بلغة الأرقام القياسية اكتسح خبر “جَلْد العم معيض أبناءه بالخيزران” اهتمام المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية، خاصة التي أفردت مساحة كافية للخبر؛ ما ساهم في انتشاره على نطاق واسع من حيثالمتابعة والتعليق وردود الأفعال ما بين مؤيد لاستخدام الخيزران المغموسة في الماء في سبيل تربية الأبناء وهم كثر، وقِلّة من المعارضين لطريقة التأديب التقليدية بوصفها امتهانًا للبراءة وحقوق الطفولة..!!
المثير في الموضوع أن غالبية شرائح مجتمعنا متعاطف إلى حد كبير وواضح جدًّا، وعلى نحو من التأييد والتضامن غير المسبوق مع الأب، رغم هيبة وقساوة مشهد التأديب، وذلك على حساب إعلان الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تتبُّع المقطع منذ أولى لحظات نشره على شبكة الإنترنت، وهو عكس التوقعات، وأثار موجة من الاستغراب؛ إذ كانت العادة أن “حقوق الإنسان” في أي قضية تلقى ترحابًا واسعًا ونبضًا في قلوب الناس ومزيدًا من “التصفيق” لجهودها ودورها..!!
العم معيض – وهو الاسم الحركي لصاحب الخيزران الشهيرة – لم يأتِ من كوكب عطارد، وإنما نشأ مثلنا في بيئة، اتسمت فيها التربية بنوع من الشدة المطلوبة، والضرب بالخيزران مرة في الشهر، وبالعقال، أيهما أقرب للتناول، وقت وقوع الخطأ الفادح، أو عدم الاستيقاظ للمدرسة، أو في حالات العبث في الممتلكات وشكوى الجيران الناتجة منها، دون أن يكون ذلك في مفهومنا نوعًا من الإيذاء والعنف الأسري..!!
في قضية الخيزران انقلبت قواعد اللعبة؛ فـ”حقوق الإنسان” وقفت في حيرة من أمرها في تصنيف المقطع التأديبي. وما زاد تعاطف الناس مع صاحب المقطع تصريحه الشهير في “سبق”: “نحن نعرف نربي أبناءنا.. ولا نحتاج إلى من يعلمنا ذلك.. وعلى (حقوق الإنسان) الالتفات لما هو أكبر من ذلك”..!!
عوامل كثيرة اختصرت طريق وأبواب الشهرة للعم معيض، وجعلت منه شخصية كلاسيكية واسمًا أكثر تداولاً على الألسن والمواقع الإعلامية هذه الأيام.. لكن الخيزران كانت هي السبب الأهم في وصوله لهذه الشهرة من أوسع الأبواب؛وبالتالي سيكون بمقدور صاحبها الاحتفاظ بها، وعدم التنازل عنها حتى وإن وُجد من الشركات والأشخاص من يقدّم العروض المغرية للظفر بها..!!
(صحيفة سبق)