عندما تُدعى من قبل جهة وفي آخرها بالتعاون مع جامعة الجزيرة، لابد أن تعمل لما دعيت له ألف حساب مهابة واحتراماً لجامعة الجزيرة التي ما عهدناها إلا شامخة وعملاقة وحصّادة للجوائز، والجوائز ذات الموضوعات المتفردة كأثر الجامعة في المجتمع.
وبعد دعوات متكررة بالهاتف والواتساب أن نرجو أن تشارك معنا يا أستاذ. من أنتم؟ نحن منتدى نجوم الجزيرة الثقافي. ما الموضوع والمشاركة المطلوبة؟ الموضوع جائزة الجزيرة للإبداع الصحفي. ومعلوم لدي ولكم أن ولاية الجزيرة ذات قدم راسخ في الصحافة (رجاءً لا تقروها السخافة).
احترت هل المنافسة بين كتاب أم بين أعمدة وتحقيقات وتقارير؟ أي هل المطلوب التنافس بين الكتاب في مجمل كتاباتهم أم بين الأعمدة والتقارير؟ إذا كانت الأولى فكاتب العمود أو صاحب التحقيق ليسا طرفاً فعلى المنتدى أن يختار عدداً من كتاب الجزيرة أو كلهم ويخضعهم لمعايير الجائزة ويخرج بمن هو أفضل كاتب عمود. أو كاتب تحقيق أو تقرير.
إذ الأمر ليس قصة أو رواية تكون وحيدة في العام يشارك بها كاتبها فكاتب العمود اليومي يكتب في السنة فوق الثلاثمائة مقال تتفاوت في موضوعاتها وجديتها وهزلها وهكذا؟ كيف تطلب منه أن يختار لك منها واحداً ليشارك به.
لم أكن حصيفاً لأقرأ ضعف ما دعيت له قبل أن يقع الفأس على الرأس. وجاء يوم الجائزة الختامي وطلب منا الحضور.
وصلت ومعي صديقان لمكان الحفل. الحضور متواضع جداً عدد قليل. المشاركون كانوا أكثر من الحاضرين لولا الشباب الذين جذبهم صوت الموسيقى (المجاني) صراحة كنت مشفقاً جداً على نائب مدير جامعة الجزيرة وزير الشباب والرياضة واستغربت لماذا وزير الشباب وليس وزير الثقافة. (يبدو أن وزير الثقافة كانت تعلم ما وراء الأكمة وبؤسها).
بدأ الحفل واعتلت المسرح بنتان من طراز (هذا الحضور الأنيق وعشرات الجمل والثرثرة التي تشبه أكل قصب السكر قنطار خشب لجرام سكر) بدأت البنت (حفظها الله)، بتقديم خير ما نبدأ به هذا الحفل القرآن الكريم، وقدمت والله أعلم أجهل الحاضرين تلاوة وحفظاً ليعجز في سورة الأعلى لا تلاوة ولا حفظاً ولم يكملها.
هنا مع ضعف الحضور يكون الباقي كله متوقعاً، ثرثرة على المسرح ورقصات وأناشيد وشعر كلها لا ترقى لمستوى الجمعية الأدبية في المرحلة المتوسطة على أيامنا. وكل مرة تسأل أحقاً هذا كل ما في جعبة منتدى الجزيرة الثقافي؟
باختصار العمل غير مجوّد ولم يقم عليه خبراء ولا أدباء، فالجزيرة أكبر من أن تشوه بمثل هذه الليلة الهشة إعداداً وتقديماً. جامعة الجزيرة تستحق أن يُعتذر لها أن رعت عملاً لا يشبه جليل أعمالها.
لا أجد إلا أن أهنئ من فازوا بالجائزة. ولا أكتب ذلك لأني لست منهم حتى لا يقول قائل كل هذا النقد لأنك لم تكن من الفائزين لا والله وحتى فوز في منتدى هذا حاله لا يسعد ولا يشرف.
أرجو من أراد أن يقوم بعمل كهذا أن يكون على قدرة ولاية الجزيرة وثقافة ولاية الجزيرة حتى يصبح قبلة ويتطور. قد نجد لهم العذر حين قالوا هذه النسخة الأولى وتكرم وزير الشباب والرياضة برعاية النسخة الثانية. أرجو من الوزير ألا يرعى إلا بعد أن يرى الشياه ربما تكون من النوع الذي لا يسمن ولا يشبع.
د. احمد المصطفى إبراهيم – (استفهامات – صحيفة الصيحة)