أكد معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة ان السودان يمتلك العديد من المقومات والموارد التي تؤهله لأن يكون سلة الغذاء العربي ..منوها الى ضرورة توحيد الجهود والترويج لفرص الإستثمار الواعدة في السودان وخاصة في قطاع الزراعة والمنتجات والصناعات الغذائية .
وشدد معاليه – خلال لقائه سعادة محمد أمين عبدالله الكارب سفير جمهورية السودان لدى الدولة بديوان عام الوزارة في أبوظبي – على ضرورة توفير البيئة الامنة للمستثمرين لتشجيعهم على الاستثمار ولتعزيز إستثماراتهم في السودان .
وبحث الجانبان – خلال اللقاء الذي حضره طارق المرزوقي مدير ادارة الاتصال الحكومي بوزارة الاقتصاد ومها محمد البدوي المستشار الاقتصادي بالسفارة السودانية – سبل تعزيز وتطوير آفاق التعاون الإقتصادي والتجاري بين دولة الإمارات وجمهورية السودان مع التأكيد على أهمية تطوير التعاون القائم خلال الفترة المقبلة في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك خاصة فيما يتعلق بالامن الغذائي والذي يتصدر أولويات الدولة ضمن جهودها في تحقيق الأمن الغذائي .
وأكد معالي وزير الاقتصاد على عمق العلاقات الاخوية بين البلدين التي تشهد تطورا ملحوظا ومستمرا ..وقال ان دولة الامارات سباقة في دعم المشاريع الكبرى في السودان وهناك شراكة ورغبة حقيقية مشتركة لدى الجانبين في تعزيز الاستثمار المشترك لما فيه خير ومصلحة البلدين الشقيقين .
وإستعرض معاليه قصص نجاح بارزة لشركات اماراتية إستثمرت في السودان ..مؤكدا دعمهم لتوجهات المستثمرين الإماراتيين في جمهورية السودان الشقيقة ..وقال معاليه ان الشركات والمستثمرين السودانيين هم كذلك موضع ترحيب في الدولة ..داعيا إياهم إلى تعزيز إستثماراتهم في أسواق الدولة.
وقال المنصوري ” على الرغم من ان الامارات تعتبر الشريك التجاري الاول بالنسبة للسودان في الوطن العربي الا انه لا تزال هناك مساحة كبيرة لمضاعفة التجارة بين البلدين والذي وصل بحسب الاحصائيات المدرجة لدى الوزارة الى مليار وخمسمائة مليون دولار في تسعة أشهر من عام 2015 ” ..مشيرا الى ان السودان وبحسب إحصاءات وزارة الإقتصاد لعام 2014 احتلت المرتبة /22/ بالنسبة لأهمية الدول المصدرة لدولة الإمارات بقيمة 1909.9 مليون دولار وبوزن نسبى 1 % من حجم واردات فيما جاءت السودان في المرتبة /37/ بالنسبة لأهمية الدول المستوردة من الإمارات بقيمة 203.7 مليون دولار و بوزن نسبى 0.6% من حجم صادرات الدولة ..أما بالنسبة لأهمية الدول المعاد التصدير اليها من دولة الإمارات فجاءت السودان في المرتبة /36/ بقيمة 308.5 مليون دولار و بوزن نسبى 0.5% من حجم إعادة الصادرات للدولة .
وأضاف معاليه ان هناك 40 علامة تجارية وثلاث وكالات تجارية وإثنتين من الشركات التجارية السودانية المسجلة لدى وزارة الإقتصاد بحسب إحصائيات الوزارة المسجلة لعام 2012 / 2014 ..مشيرا الى ان الإمارات تعتبر ثاني أكبر مستثمر في السودان خليجيا حيث سجلت الإستثمارات الإماراتية في السودان ما قيمته 6 مليارات دولار فيما تأتي السعودية في المرتبة الأولى بإجمالي إستثمارات 10 مليارات دولار تليها الكويت بنحو 5 مليارات دولار ليصل إجمالي الإستثمارات الخليجية في السودان إلى 21 مليار دولار.
بدوره أشاد سعادة السفير السوداني بمتانة العلاقات الاماراتية السودانية على مختلف الأصعدة وبمواقف الإمارات الأخوية المشرفة قيادة وشعبا تجاه بلاده وباقي الدول العربية في جميع الظروف في السراء والضراء ..مؤكدا على الأهمية الكبيرة التي توليها حكومة بلاده للإستثمارات العربية وعلى رأسها الإماراتية ..ودعا الشركات والمستثمرين الإماراتيين إلي مضاعفة إستثماراتهم في السودان .
وتحدث سعادته عن المقومات الكبيرة التي تمتلكها بلاده ..وقال ان السودان يمتلك ثروات طبيعية كبيرة بما فيها المعادن والأحجار الكريمة مما يفتح باب الإستثمار في قطاع التعدين إلى جانب إمتلاك السودان للأراضي الزراعية الخصبة حيث ان السودان قادر على أن يكون السلة الغذائية للعالم العربي .
كما أشار إلى الفرص الإستثمارية الواعدة في بلاده ..وقال ان هناك فرصا إستثمارية ذات جدوي عالية في السودان في قطاعات الزراعة والإنتاج الحيواني والقطاع العقاري إلى جانب قطاع البنية التحتية وتوليد الكهرباء ..مؤكدا أن حكومة بلاده قامت بجهود حثيثة لجعل السودان وجهة جاذبة للإستثمار والمستثمرين من العالم.
من جانب آخر كشف السفير السوداني عن مشاركة وفد رفيع المستوي من بلاده في ملتقى الإستثمار السنوي في دبي والذي تنظمه وزارة الإقتصاد تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله خلال الفترة من 11 الى 13 إبريل 2016 .
وقال ان ملتقى الإستثمار السنوي – الذي ينطلق في دروته السادسة هذا العام تحت شعار” أوجه الإستثمار الأجنبي الجديدة .. السمات البارزة وأفضل الممارسات ” يشكل منصة مثالية للترويج لفرص الإستثمار الواعدة في السودان في كافة القطاعات وعلى رأسها القطاع الزراعي وكذلك تسليط الضوء على التجارب الإستثمارية الناجحة لشركات إماراتية في السودان ..مضيفا ان الملتقى تحول اليوم إلى منصة فريدة تجمع المستثمرين من كافة أنحاء العالم لرصد فرص الإستثمار المجزية في أسواق العالم .
من جانبه شدد معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد على ضرورة وضع قائمة يحدد فيه الوفد السوداني المشارك في أعمال ملتقى الإستثمار السنوي هذا العام القطاعات الإستثمارية المُستهدفة في السودان والتي يسعى إلي جذب المستثمرين إليها ومن ثم عرضها على المستثمرين الاماراتيين خلال إجتماعات ولقاءات الملتقى ..داعيا الى ضرورة التركيز على قطاع السياحة باعتباره من القطاعات الواعدة في السودان .
وأشار الى ضرورة الترويج والاهتمام بالبنية التحتية وتشجيع السياحة العائلية .. داعيا المشاركين في ملتقى الإستثمار السنوي للإستفادة من المشاركة القيمة في اعمال الملتقى والقيام بزيارات ميدانية وإجراء اللقاءات للاطلاع على التجربة الاماراتية الفريدة .
وفي ختام اللقاء رحب معالي وزير الإقتصاد بالتعاون البناء القائم بين الوزارة والسفارة السودانية لدى الدولة ..مشيدا بحرص السفارة على حضور ورش العمل الاقتصادية والمؤتمرات التخصصية التي تنظمها وزارة الاقتصاد في اطار جهودها الرامية الى تطوير السياسات والتشريعات الاقتصادية وفق أفضل المعايير الدولية لخلق إقتصاد تنافسي معرفي، وزيادة جاذبية الدولة كوجهة للإستثمارات من مختلف وجهات العالم .
أبوظبي في 26 مارس / وام /