* لم تكن الخشية أن يخسر فريق المؤتمر الوطني (جولة الحكم)، فبطبيعة سنن الحياة والتداول سيملأ فريق آخر فراغ البطولة !!
* بقدرما أصبحت الخشية من خسارة (الميدان الوطن) الذي نلعب عليه جميعاً، على أن نستيقظ ذات يوم حزين فلا نجد وطناً نلعب على ميادينه وأرضه !!
* فلا أحد يخشى – والحال هذه – إعادة إنتاج انتفاضة أبريل لتغيير الحكومة، بقدر ما أصبحت الخشية من الثورة المسلحة بـ (الغبينة)، فتحدث التصفيات على أساس الهوية !!
* كثير من المراقبين يقولون بانتهاء عهد الانتفاضات السلمية التي تسعى لتغيير نظم الحكم في السودان، وعلى السودانيين أن يُهيأوا أنفسهم لواقع آخر في ظل نهوض المعارضات الإثنية المسلحة !!
* ﻻ أتصور أن صيحات التحذير من صوملة السودان التي أطلقها الراحل الشيخ حسن الترابي، صاحب الخبرات التراكمية الأكثر بين أقرانه السياسيين، ﻻ أتصور أنها كانت مجرد مناورات سياسية عابرة، بقدر ما كانت قراءات حقيقية محتملة إن لم تتضافر جهود الجميع لإبطالها !!
* فتحول المؤتمر الشعبي نفسه من منازعات المعارضة إلى مربع تضميم جراحات الوطن، يأتي في هذا السياق، سياق عمل شيء يحول دون تحول السودان إلى شام ويمن آخرين !!
* المؤتمر الوطني هو الآخر ذهب في ذات الطريق، بدعوته وتبنيه منهج الحوار الوطني المفتوح على كل القضايا والاحتمالات، وذلك حتى يقطع الطريق على مثل هذه المآلات !!
* حتى أفئدة الجماهير على قارعة الطرقات أضحت هي الأخرى مشبعة بما تشاهده على شاشات الفضائيات، من هجرات الشعوب من الأوطان إلى المجهول بعد انفراط عقد أمنهم!!
* ومن هنا تكمن أهمية (الحوار الوطني) التي تختتم فعالياته الآن على خشبة مسرح قاعة الصداقة بالخرطوم، البحث عن طريق آخر غير طريق البندقية لنضمن هبوط آمن للوطن المثقل بحمولة ثلاثين مليون مواطن !!
* لما يصبح الخيار بين الوطن والحزب، يفترض في هذه الحالة أن نكون جميعاً مثل تلك الأم، التي تنازلت عن مولودها لما أشار أحد الحكماء إلى شطره إلى نصفين لتأخذ كل مدعية نصفا، عندها تجلت رحمة الأم الحقيقية في أن تتنازل حتى ينجو ابنها !!
* كم فتى بمكة يشبه حمزة !! كم حزبا يرفع الوطن إلى درجة الأم !! فلما يكون الخيار بين الحزب والوطن أن ﻻنتردد في انتخاب الوطن !!
* بطبيعة الحال هناك من بلغ مرارة (عليَّ وعلى أعدائي).. فيعمل بكل ما أوتي من قوة ودعم خارجي صهيونياً كان أم استعمارياً، حتى يسقط الوطن على رؤوسنا جميعا وﻻ يبالي!!
* فيفترض أن جبهة الخير والسلام والاستقرار والحوار والإيمان هي الغالبة، على أن سعة صدر الحوار قد استوعبت نزوعات الكثيرين، فلا تحتاج بعد فتح أبواب الحوار على كل القضايا، أن تتخذ لك غابة أو عاصمة بديلة لتقول في الحكومة ما لم يقله مالك في الخمر!! وقد شهدنا بعض جلسات الحوار، فوجدنا السقوفات تسمح حد المناداة بالحكم بغير هدى الله والتعامل مع إسرائيل والعودة إلى بنوك الربا !!
قد ﻻ يكون ذلك خيار السودانيين بطبيعة الحال، بقدر ما هي بضاعة معروضة داخل القاعة قد ﻻ تجد مشترياً لها خارجها !!
* مجمل القول.. نحتاج كمجتمع مدني وأحزاب وحركات ومؤتمرات وإعلام.. نحتاج أن نفعل الكثير حتى ينجو وطننا من مآلات التفكك والانهيار.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.