أكدت مصادر محلية في مقاطعة فشلا الواقعة في ولاية بوما في دولة جنوب السودان، وقوع مواجهات مسلحة داخل المجتمعات المحلية بين مقاطعتي فشلا الشمالية والجنوبية، وتسبب الحادث في مقتل وجرح أعداد غير مؤكدة من المواطنين، هذا إلى جانب فرار غالبية الأهالي قبل أن تجدد المواجهات صباح أمس ببدء إطلاق النيران، وذلك حسب مصادر محلية متفرقة من منطقة فشلا، ويذكر أن منطقة فشلا شهدت مواجهات أيضاً في يونيو من العام الماضي، وذلك بالتزامن مع توزيع المساعدات الغذائية في المنطقة أدت إلى مقتل شخصين على الأقل.
وفي السياق نفسه كشف تقرير جديد لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن «2.800» شخص فروا من جنوب السودان بسبب المعارك في يامبيو وجونقلي الى يوغندا.
فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس:
مشار إلى نيروبي
وصل زعيم المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان رياك مشار الى العاصمة الكينية نيروبي لإجراء محادثات حول سير تنفيذ اتفاق السلام الشامل في البلاد، حيث يتوقع أن يلتقى بالرئيس أهورو كينياتا خلال الساعات القادمة.
وفي سياق منفصل وردت أنباء بأن رئيس منظمة دول إيقاد هايلي مريم ديساليغن قد تكفل بترحيل قوات المعارضة من جميع مراكز تواجدها الى جوبا، لكن لم يصدر بيان رسمي من الرئاسة الإثيوبية بالشأن، لكن أفادت معلومات في فقاك عاصمة المعارضة المسلحة بولاية أعالي النيل بأن أكثر من «20» من كبار الشرطة جاهزين للذهاب الى جوبا.
توتر في بانتيو
تعيش مدينة بانتيو حالة من التوتر على خلفية اعتقال كلٌ من اللواء إستيفن بواي رولنيانق واللواء مونيوت لعدة ساعات والتحقيق معهما في قضايا عسكرية وإطلاق سراحهم لاحقاً، حيث أفادت معلومات بأن التحقيق كان بأمر من رئيس هئية الأركان بالجيش الشعبي الجنرال بول ملونق واللواء فول جانق.
تأجيل تشكيل البرلمان
كشف القيادي بالحركة الشعبية في المعارضة وعضو البرلمان السابق بجنوب السودان، مولانا هنري أودوار، عن أن عدم تشكيل البرلمان القومي الانتقالي يعود للخلاف بين الطرفين حول من يرأس الجلسة الافتتاحية الخاصة بانتخاب رئيس برلمان جديد. وقال أودوار إن الطرف الحكومي يشدد على أن يدير رئيس البرلمان الحكومي الحالي جلسة انتخاب رئيس المجلس الانتقالي، بينما تشدد المعارضة على ضرورة إدارة الجلسة المعنية بواسطة من هو أكبر عمراً على حسب الأعراف المتبعة في هكذا مواقف. وأوضح أودوار أن مفوضية المراقبة والتقييم اقترحت بأن يتم إرجاع الأمر إلى مجلس الوزراء الانتقالي المرتقب، عقب تشكيل الحكومة الانتقالية، للفصل في هذه المسألة.
لجنة تحقيق واو
أنهت اللجنة القومية لتقصي الحقائق في أحداث ولاية واو بدولة جنوب السودان مطلع الأسبوع الجاري ووعدت بتقديم المتورطين في الأحداث إلى العدالة. وأوضح رئيس اللجنة ووزير الطرق والجسور الاتحادي كونق دانهير قلواك في مؤتمر صحافي بمدينة واو، أنهم إندهشوا بالأعمال الوحشية التي ارتكبت في الأحداث، وشبه الوزير الاتحادي الأحداث بأعمال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مضيفاً أنهم سيقدموا التقرير لرئاسة الجمهورية لاتخاذ إجراءات مهمة تساعد في عودة الأمن والسلم إلى الولاية ولضمان عودة الفارين إلى منازلهم، هذا إلى جانب تكوين لجنة ولائية لحصر ضحايا الأحداث.إلى جانب ذلك تعهد دانهير بتقديم المتورطين في الأحداث إلى العدالة عبر لجنة عدلية سيتم تكوينها لاحقاً، داعياً القوات النظامية لاحترام وقف إطلاق النار مع الحق في الدفاع عن النفس.
تراجع إنتاج النفط
كشفت تقارير وزارية بوزارة النفط بجنوب السودان عن أن معدل ضخ نفط جنوب السودان في انحسار عالٍ، حيث أوضحت التقارير التي وقف عليها راديو تمازج، أن معدل إنتاج النفط سوف لن يرتقي لنصف معدل الإنتاج للعام 2010م حتى إذا تم تأهيل كل حقول النفط بما فيها حقول النفط المعطلة بولاية الوحدة. وكشفت التقارير أن معدلات النفط في حال انضمام الحقول المعطلة إلى مصافي الإنتاج بأعالي النيل، سوف لن تتعدى معدلاتها 175 إلف برميل في اليوم، أي أقل من النصف مقارنة بالإنتاج الكلي للنفط في العام 2009م والذي بلغ قيمته360 ألف برميل في اليوم. كما أشارت التقارير إلى أن معدل إنتاج النفط سيتراجع إلى أقل من 100 ألف برميل لليوم بحلول 2021 م، ليتوالى بالتراجع إلى 50 ألف برميل لليوم في العام 2026م ما لم يتم اكتشاف وتنمية حقول نفط إنتاجية جديدة.
احتجاج كيني بنيروبي
احتج عدد من المواطنين الكنيين في العاصمة نيروبي أمام سفارة جنوب السودان على حوادث القتل التي تعرض لها مواطنو بلادهم في جنوب السودان بعد أن قام مسلحين مجهولين بقتل عدد من الكنيين في جوبا.
وقف دفع الفواتير
قالت حكومة دولة جنوب السودان بأنه ستوقف دفع فواتير الفنادق لحوالي «600» شخص من وفد المقدمة التابع للمعارضة المسلحة المقيم في جوبا منذ شهر ديسمبر الماضي، وقال وزير الخارجية برنابا ماريال بنيامين إن مجموعة دول الترويكا (الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، والنرويج)، توقفت عن دفع الأموال لتلك الفنادق منذ فترة طويلة، وأنهم قاموا بدفع الأموال منذ أن توقفت الترويكا لفترة شهرين، وأضاف الوزير بأنهم لا يمكنهم الدفع أكثر.
رسالة شخصية
تلقى الرئيس الأنغولي خوسيه ادواردو دوس سانتوس رسالة من نظيره الرئيس سلفا كير قام بتسليمها مبعوثه الخاص نيال دينق نيال في القصر الرئاسي في العاصمة لواندا، وبحسب ما نقل المبعوث نيال بأن الرسالة تهدف لتنوير الرئيس الانغولي بشأن عملية السلام الجارية وأن حكومة جنوب السودان طلبت دعم أنغولا وهي تواجه هذه المرحلة الحرجة. يشار بأن حكومة جنوب السودان تعاني من أزمة مالية طاحنة، حيث رجح مراقبون أن يكون سلفا كير طلب دعماً مالياً من نظيره الأنغولي.
العلاقات واشنطن وجوبا
أجرى المحلل الجنوبي نيارجي رومان قراءة في العلاقات الأمريكية مع بلاده بعد أحداث 15 ديسمبر، حيث ذكر أنه عند بداية الأزمة في دولة جنوب السودان صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن خيبة أمله في رئيس جنوب السودان، عندما قال إن سلفا كير كذب عليه ولم يوضح فيما كذب عليه الرئيس الجنوبي، لكن المتابعين قد رجحوا أن يكون سلفا كير قد كذب على باراك بخصوص طبيعة الصراع الذي نشب بجنوب السودان، حيث صرح المبعوث الأمريكي الخاص بعد شهور من اندلاع الحرب الأهلية بالجنوب أن ما حدث في ليلة الخامس عشر من ديسمبر ليس انقلاباً عسكرياً كما ادعت حكومة سلفا كير وإنما خلاف بين الحرس الجمهوري تتطور الى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ومنذ بداية الأزمة كانت الحكومة الأمريكية تتعامل مع حكومة جوبا باعتبارها حكومة أمر واقع ومشككة في قدراتها، حيث تحدثت عن ذلك تسريبات الاجتماع الأخير الذي جمع جورج دبليو بوش مع سلفا كير في واشنطن حيث حاور بوش سلفا كير في العديد من المجالات، واكتفي الأخير بتحويل الأسئلة التي كان يوجهها بوش إليه لمعاونيه ووزراءه دون أن يجيب على أي منها. وحسب إفادة بوش فإنه تساءل عقب اللقاء كيف يستطيع هؤلاء حكم الجنوب لأنهم لا يملكون أية فكرة عن ماذا يريدون فعله بالجنوب؟!.
وهنا يشير المحلل بأن هذا التعليق كافٍ ليبين نظرة الحكومة الأمريكية لحكومة جوبا، ومع استمرار الاقتتال في جنوب السودان وفشل كل جولات التفاوض بين الطرفين، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية التفكير في وضع دولة جنوب السودان تحت الوصايا الدولية، إلا أن تلك الخطوة لم تكن بالسهولة التي يتوقعها البعض. فعلي الصعيد الإقليمي فمنظمة الإيقاد والاتحاد الإفريقي ليس من صالحهما وضع جنوب السودان تحت الوصايا الدولية، خاصة أن بعض دول الإقليم تعاني من نفس الصراعات الداخلية التي تعاني منها جنوب السودان من قبل حركات التمرد الداخلية. فلو سمحت دول الإيقاد بهذه السابقة، فقد لا تكون الأخيرة على مستوى المنطقة. وأما على الصعيد الدولي فإن المصالح الصينية البترولية في جنوب السودان ستدفعها لاستخدام حق الفيتو ضد التصويت لأي مشروع تهدف الى وضع جنوب السودان تحت الوصايا الدولية لحماية مصالحها بالإضافة الى أن وضع دولة مستقلة تحت الوصايا الدولية ربما ستكون سابقة خطيرة على دول الإقليم ومهدد حقيقي لاستمرار أنظمتها الحاكمة، خطوة تراجعت عنها الحكومة الأمريكية داخل أروقتها لكنها مازالت تسوق عليه على المستوى الإعلامي.
ومن جهة أخرى يتحدث المحلل نيارجي رومان بأنه منتصف العام الماضي أصدرت الحكومة الأمريكية حزمة من القرارات بفرض عقوبات على أشخاص من طرفي الصراع في جنوب السودان تضمن تلك العقوبات الحظر من السفر الى الولايات المتحدة الأمريكية وتجميد للأرصدة والممتلكات، خطوة لم تؤتِ ثمارها، حيث لم يتضمن لائحة العقوبات أسماء أشخاص نافذين وفي مواقع اتخاذ قرار في جنوب السودان بحيث يمكن أن تؤثر عليهم تلك العقوبات وتغير من مجرى الأحداث، فقد شملت القائمة قيادات عسكرية بكلا طرفي الصراع دون أن تمس واحد من قيادات جوبا السياسية، فذهبت تلك العقوبات أدراج الرياح ليشتد الصراع بعدها، وكانت أمريكا قد صبت مزيد من الزيت على النار فبدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتخطيط لحزمة أخرى من العقوبات، وهذه المرة استهدفت قيادات بارزة وعقوبات قاسية تصل لحد حظر التسليح.
وفي الإطار نفسه يقول نيارجي رومان ظهر الخلاف بين الحكومتين وأخرج الى العلن، بعد أن كان يكتنفه الغموض والسرية، وفي منتصف عام 2015 زار السياسي الجنوبي البارز بونا ملوال الولايات المتحدة الأمريكية وفي خطابه للجالية الجنوبية من أبناء قبيلة الدينكا صرح بونا إن وحدة الدينكا واجبة في المرحلة القادمة لحماية حكمها في الجنوب وكان ذلك في إشارة لاستمرارية سلفا كير في الحكم حيث أوضح أن حكم الجنوب ملكية حصرية لقبيلة الدينكا لأنهم من حاربوا كل تلك السنين. تصريحه فضح حقيقة الوضع في جنوب السودان وأن الدولة بالجنوب تدار عن طريق مجلس كبار الدينكا وليس عن طريق مستشارين قومين محترفين. حقيقة لطالما حاولت حكومة جوبا إنكارها لتلعب دور الحكومة القومية، ولكن تصريح بونا الأخير بالولايات المتحدة الأمريكية أسقط ورقة التوت الأخيرة التي كانت تغطي عورة جوبا لتظهر قبح حكومتها للعلن وتبين الأيدي الخفية التي تدير الجنوب وسلفا كير نفسه.
ارتفاع معدل الإيدز
ارتفعت معدلات وفيات الإصابة بمرض الإيدز في مقاطعة إيزو بولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان من 40 إلى 50 شخصاً رغم توزيع بعض الأدوية على مصابي مرض نقص المناعة المكتسبة. وأفادت تقارير عن تدنٍ عام في مستوى الرعاية الصحية، الأمر الذي جعل المرضى وبينهم النساء الحمل والأطفال يفترشون الأرض لخلو المستشفى من مستلزماتها. وقال محافظ مقاطعة إيزو لوشيانو دي باتيندي إن الأوضاع الصحية متدهورة تماماً في المقاطعة نسبة لأحداث الخراب التي وقعت مؤخراً في المنطقة. مبيناً أن الأحداث إدت الى هروب المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الصحة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، مضيفاً أن مستشفى إيزو أصبح خالياً من المراتب والمعدات الطبية.
واتهم المحافظ أفراد الجيش الشعبي بسرقة المراتب والمعدات الطبية الخاصة بالمستشفى. وكشف المحافظ أن المنظمات التي تعمل في مجال الصحة والحكومة قامت بتوزيع أدوية لمرضى نقص المناعة المكتسبة الذين عادوا إلى المنطقة بعد أن نزحوا إلى دولة الكنغو المجاورة لكنها لا تفي الحاجة. مضيفاً أن الذين مازالو في المعسكرات أوضاعهم الصحية صعبة جداً والبعض منهم يموتون هناك نسبة لانعدام الدواء. وفي ذات السياق كشف المحافظ أن أكثر من 2000 ألف مواطن الذين عادوا إلى منطقة إيزو بعد أن فروا إلى الغابات ونزحو إلى الكنغو يعانون من انعدام تام في الأكل. وأرجع المسؤول المحلي ذلك لقيام الجيش الشعبي بحرق أكثر من 100 منزل في المنطقة مما أدى إلى إتلاف كل المحاصيل التي تم تخزينها، وناشد المحافظ المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ أوضاع المواطنين.
الانتباهة