قول على قول برنامج أدبي كان يقدمه من هيئة الإذاعة البريطانية المرحوم حسن الكرمي. يبدأه الكرمي هكذا: سألني فلان من (ويحدد مكان السائل) يقول من القائل وما المناسبة ويذكر بيت شعر ويجيب حسن الكرمي إجابة مستفيضة ويذكر شاعر البيت ويذكر الأبيات التي بعده وربما التي قبله وربما القصيدة كلها. وقد ينسبه لعدة شعراء. وقد يذكر أنه مجهول القائل ولكن من لغته يرجح زمان الشعر وعهده. والبرنامج ممتع جداً ويزيده إمتاعاً صوت حسن الكرمي وتمكنه من اللغة العربية.
وعلى طريقة قول على قول: –
سألني أحد القراء من السودان من القائل وما المناسبة (زيارة ميدانية خير من عدة تقارير)، أقول وبالله التوفيق القائل هو نائب رئيس جمهورية السودان الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن، وكان ذلك في مشروع الواحة التابع لمجموعة دال في يوم الخميس 17/3/2016 والمناسبة حصاد القمح الذي حقق فدانه 25 جوالاً للفدان.
والشيء بالشيء يذكر أن السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح قد قال في أول أيامه في المنصب إن الولايات كانت تزود المركز بتقارير كاذبة.
نحن أمام شهادتين من كبار بأن التقارير لا تنقل الصورة الحقيقية (طبعاً أنا ما ممكن أقول غير كده لأني لم أر التقارير)، وهذه قضية كبيرة ونقص في النظام الإداري إن لم أقل ناسفة لكل النظام الإداري. وعلاجها يبدأ من القواعد بأن يقبل المسؤول الصورة الصحيحة وليس الذي يطربه. عندما يفرح المعتمد بتضخيم الإيجابيات ويصبح ذلك ديدن من هم تحته سينقل بنفس النفسية للوالي تضخيم الإيجابيات وحجب الثغرات والقصور وكذلك سيفعل الوالي ولا يصل القصر إلا صورة زاهية بينها وبين الواقع بقدر المسافة بين الضابط الإداري والرئيس، هل سيلتقيان؟
ولكن بالمقابل، كما يقول فيصل القاسم، هل البديل للتقارير المضروبة الزيارات الميدانية وكيف تدار دولة بحجم السودان، الفضل، بالزيارات الميدانية. والزيارة الميدانية المعلنة هل وقف السيد نائب رئيس الجمهورية على كيف يستعد لها منذ شهر وتعطل كل الأعمال ويوقف الصرف بحجة الزيارة، وكل عمل يؤجل إلى ما بعد الزيارة.
إذاً الحل ليس الزيارات الميدانية المعلنة ولكن إذا ما أردنا للتقارير أن تكون صادقة هي تعقب كل تقرير بزيارة غير معلنة أو زيارة يكون المسؤول فيها متخفياً ويبحث في كل بنود التقرير ويسأل المواطنين.
بعد عمل كهذا ومعاقبة كل كاتب تقرير مضروب ستستقيم الأمور ولن يكتب كاتب تقريراً بعد ذلك على طريقة (كله تمام يا فندم). وتحول مصاريف الزيارات الميدانية المعلنة للتعليم والصحة والطرق (لا أستطيع أن أقسم كما فلان ولكن يومها سنصبح ياباناً أخرى).
أروني دولة تمارس الزيارات الميدانية كما في جمهورية وحيد القرن هذه.