٭ في كثير من الأحيان ونحن في المواصلات العامة تجد بعض الناس تتناول مواضيع للنقاش.. وأنا في طريقي للبيت تناول بعضاً من الركاب موضوعاً مهماً وهو تربية الأطفال وغياب الأب من البيت لساعات طويلة لظروف العمل.. واختلفت وجهات النظر منهم من يحمِّل الأم وحدها مسؤولية التربية بحكم وجودها في المنزل.. وفريق آخر قال إنه لايبرر وجود الأب خارج البيت ولا يؤيد تنصله من التربية .. لأن وجوده مهم .. فلابد من أن يقتطع من وقته حصة لمتابعة الأبناء وشؤونهم وسيرهم في عتبات التعليم مهما كلفه الأمر.. لأن عدم وجود الأب يفلت زمام الأمور من الأم.. فالابناء في فترة من سنين حياتهم يمرون بمرحلة المراهقة، وهي مرحلة دقيقة تتشكل فيها شخصية الفرد فيرى الواحد منهم أنه قد أصبح كبيراً ومن المفترض أن لا يسأله أحد فيتمرد على أسئلة والدته .. وهنا يظهر دور الأب لأنه هو الحازم والشخصية المسيطرة.. وقال بعضهم إن المدرسة غاب عنها دور التربية.. ففي الماضي كانت تسمى وزارة التربية والتعليم.. أما اليوم فهي وزارة التعليم فقط.. وحتى التعليم صار «بالقروش» واتفقوا جميعهم كيف كانت في الماضي هيبة المعلم.. وكيف كانت الأسرة إذا خرج ابنهم عن طوعهم يشتكونه للمدرسة التي تقوم بدورها كاملاً في التربية وتصحيح الأخطاء بكامل الرضى من الأسرة ..فأجيال اليوم يختلفون كثيراً عن أجيال الأمس.. إذ أصبح بعض الطلاب اليوم سطحيين وتائهين ومتخبطين.. وجل اهتماماتهم فارغة.. ولا يحلمون بمستقبل واعد لأنهم يعيشون للحظة فقط .. وأرجع بعضهم ذلك إلى أنه سياسة دولة ألزمت المدارس بقوانين بعيدة عن التربية.. وتركت للطالب حرية التصرف الكامل في سلوكياته رغم صغر سنه وأنه لايعرف أين مصلحته.. ونقول إن الأسرة هي الرقيب الأول والأخير على أبنائها مع المعلمين والمدرسة..