نهال في عقدها الثالث من العمر حباها الله طلة مميزة يشبهها البعض بنجمات السنما فقوامها الممشوق و عيناها الواسعتين كانتا مفتاح حصولها على وظيفة أعلى من مؤهلها الذي تحمله (دبلوم محاسبة) بدرجة مقبول بإحدى الجامعات طرقت نهال بإحدى الشركات الكبرى بغرض التدريب في مجال تخصصها فأول ما ما دلفت إلى المكتب نهض المسؤول من مكتبه وصافحها بحرارة و ترك كل ما بيده ليستمع للزائرة و عندما كشفت عن رغبتها في التدريب استهلت أسرارية مرحبا بها و سرعان ما أنهى إجراءات التدريب بالشركة انخرطت المتدربة الحسناء ضمن المتدربين تؤدي عملها والكل يتسابق لمساعدتها و عندما اقترب موعد الانتهاء لمدة التدريب بشرها مدير القسم المنتسبة إليه بانها ستكون ضمن موظفي الشركة فطلب منها شهادات تخرجها وعندما اطلع على صمت برهن ثم قال مافي مشكلة مسألة التقدير العلمي دي بنعالجها المهم في الأمر هو وجودك لأنك أضافه وغيرها من العبارات المجاملة وبجمالها حصلت ما يتمناه الكثيرون ممن يقفون بشهاداتهم الممهورة بالتوقيعات بالدرجات العلمية الرفيعة .
شابة تخرجت من الجامعة وأخذت شهادة البكالريوس مرتبة الشرف الأولى من كلية التجارة حزت شهادتها وتقدمت للتدريب لوظيفة في أحدي المحليات بعد أن أشارت إليها صديقتها بالذهاب لنيل الفرصة التي عرضت عليها لكنها رفضتها هرولت الشاب المسكينة و كلها أمل بان الوظيفة سهلة المنال لأنها اقل من مؤهلها الأكاديمي الا ان ظروفها تدفعها للقبول بأي وظيفة تساعد بها اسرتها .. لم تكن الشابة من اللائي يحسن اظهار جمالهن فكل ما في بالها انها تحمل شهادات طنتها تجعل الطريق سالكا في تلك الوظيفة المتواضعة وقفت امام الشخص المسؤول وقدمت له شهادات بكل ثقة و قفت قباله و هي تنتظر بأحر من الجمر رده الذي جاءها ببرود :”معليش هس ما عندنا فرص ممكن تخلي ورقك وتلفونك و بنتصل عليك )!
استغربت من الرد لان صديقتها أكدت على أن الموظف نفسه كشف لها عن رغبته في موظفات و عرض عليها العمل عندهم .. فهل طرقت الباب الخطأ أم ماذا خرجت المسكينة و هي تحدث نفسها عن ردت فعل الموظف الغير متوقعة والذي تظاهر بانشغاله و قناعاتها تزداد عن الحديث بان الفرص متاح للجميلات فقط .
الاستشاري النفسي د. يوسف علي يوسف تحدثنا إليه في الموضوع فأبدى رأيه قائلا أن كثير من المؤسسات العامة و الخاصة أصبحت عند التعيين للجنس اللطيف يكونوا اكثر ميلا لتوظيف الجميلات لذا اضحت فرص الاخريات اقلا حظا نسبة لدوافع ذاتية مسكوت عنها و بعض اصحاب العمل يبحثون عن فتاه جملية لتكون سكرتيره كما نلاحظ أن مجال الأعلام في بعض وسائله يعتمد على الجميلات ذات المستوى اللغوي و الثقافي متواضع .. هذه الظاهرة صارت اكثر انتشارا بين الأجيال الحالية حتى في إطار العاملات مسألة التوظيف من خلال الشكل قللت فرص الخبرات ولكن على الرغم من أن الجمال مطلوب لكنه قد صار نقمة على الكثير منهن ولد لديهن أحساس بالدونية لانهم تجاهلوا امكانيتهم و تعاملوا معهن على اساس الشكل الخارجي مما يشرعهن بالقلق من القلق و الكآبة عند تعرضهن للتحرش و لا يغفل ان هنالك جميلات تلاعبن بأرباب عمل كبار في السن من اجل كسب العيش لابد من مواجهة الذات و التعامل بشفافية نحو الفتيات الجميلات حتى يقل الاحساس بالدونية للأخريات الأقل جمالاً.
سلمى سلامة
صحيفة الرأي العام