محلل سياسي: تهديد نصرالله بضرب “النووي” كلام “مقاهي شعبية”

قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سلام، إن التهديد بضرب مفاعل نووي إسرائيلي، أو هدف للغاز في الكيان الإسرائيلي؛ هو كلام “مقاهي شعبية”.

وأضاف تعليقاً على تهديد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، خلال لقاء تلفزيوني على قناة الميادين الاثنين الماضي، بضرب مفاعلات نووية إسرائيلية في حال شُنت حرب على لبنان: “نحن قوم لنا ثلاثة أعداء؛ العدو الصهيوني، والعدو الأسدي، والعدو الفارسي، ولماذا أهتم إذا اختلف عدوّان مع بعضهما؟ وكما يقول المثل اللبناني (فخار يكسر بعضو)”.

وأوضح سلام في حديثه لـ”عربي21″، أنه “إذا حدث تسرب نووي؛ فإن ذلك سيطال المنطقة ككل، والعارفون بمسارات الرياح يدركون حقيقة ما أقول”، مؤكدا أن “وقوع ذلك سيقضي على مصر أو لبنان أو سوريا أو فلسطينيي الداخل”.

ويعد سلام من الإعلاميين اللبنانيين البارزين الذين عرفوا بانتقاداتهم اللاذعة لحزب الله وخياراته السياسية وامتداده الإيراني، منذ الوجود السوري في لبنان قبل عام 2005. واعتُدي على منزله في 7 أيار/مايو 2008 من قبل عناصر تابعة لحزب الله في الأحداث التي شن خلالها الحزب حملة عسكرية على مقرات قوى 14 آذار في بيروت ومناطق متفرقة من لبنان.

تبني الفدرالية

وعن حديث نصرالله عن مخططات موسكو بالتدخل في سوريا قبل الخسائر الميدانية التي تكبدها النظام؛ قال سلام إنه “بغض النظر عما يراه أمين عام هذا التنظيم المصنف إرهابيا في الدول العربية والعالم؛ فإن الدور الروسي في سوريا كان واضحا لجهة تبني فكرة الفدرالية، ووضعها على الأجندة السياسية قبل أن يتوارى خلفها”.

وأضاف: “الجدل يدور بخصوص إمكانية تحقيق الفدرالية بالمطلق، بالإضافة إلى شكلها، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤيد فدرالية الكيان الكردي وفدرالية علوستان (الكيان العلوي)، والخلاف بينه وبين الإيرانيين والنظام الأسدي على حدود الدولة العلوية؛ هل تكون على حدود علوستان الطبيعية، التي تقتصر على جبال العلويين من دون الساحل الذي يقطنه في الأساس السنة والمسيحيون، ونحن نعلم أن الوجود العلوي في تلك المنطقة؛ صنعه حافظ الأسد وأكمله ابنه”.

ورأى أن “بوتين يحتاج الى عنصر سوري يشرعن بقاءه؛ لأنه قوة أجنبية، وبالتالي يريد أن ينجح في مسعاه، سواء بقي بشار رئيسا لكل سوريا، أم جاء علوي آخر رئيسا لعلوستان”، مشيرا إلى أن “بوتين قال للنظام السوري إنه غير معني بعلوستان الممدَّدة إلى الجولان، ولا بالدفاع عنها”.

واعتبر سلام أن علوستان الممددة هي من تدبير بشار الأسد والإيرانيين، وهي عبارة عن مقدمة، فإن نجحت الفدرالية؛ فسيتم وصل علوستان الممددة بـ”فقيهستان” لبنان (المناطق الحدودية اللبنانية مع سوريا التي يسيطر عليها حزب الله)، “وخصوصا أن وجود الروس على الساحل الروسي؛ أفقد الإيرانيين ميزة الوصول الى المتوسط” على حد قوله.

“أبو عدس”

وسخر من حديث نصرالله حول التزامه بترشيح زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون للرئاسة، في الوقت الذي يشدد فيه أمين عام الحزب على صداقته مع النائب سليمان فرنجية، وقال: “هذه مزحة ثقيلة”.

وعن حديث نصرالله حول إمكانية حدوث اضطرابات أمنية من قبل مجموعات مسلحة وصفها بـ”الإرهابية”، قال سلام: “رحم لله أبو عدس.. كان لدينا أبو عدس واحد، فأصبح الآن لدينا نسخ كثيرة منه.. الإخراج اللبناني لأبو عدس كان سيئا، والآن يبحثون له عن استديو أكبر”.

و”أبو عدس” شاب فلسطيني مقيم في لبنان؛ ظهر بعيد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في شباط عام 2005 عبر شريط فيديو يعلن فيه تبنيه عملية اغتياله. وشككت التحقيقات الأمنية في صحة مضمون الشريط، فيما أشارت معلومات أخرى بأن “أبو عدس” كان معتقلا لدى السجون السورية، وأجبر على تصوير الشريط قبل تصفيته.

وعن تطرق نصرالله لمسألة باخرة الأسلحة التي أشيع بأنها كانت متوجهة إلى مجموعات مسلحة في لبنان؛ قال سلام إن “الأسطول الروسي وحاملة الطائرات الفرنسية وباخرات اليونيفيل، كلها موجودة في المتوسط، فهل يصدق أحد بأن تمر الباخرة عنهم جميعا؟”.

وتابع: “لا يكون الحديث عن باخرة قادمة إلى لبنان واقعيا، من دون دلائل أو حتى إشارات تثبت انطلاق الباخرة من مرفأ محدد ومعلوم، وهو ما يحتم بالتأكيد أن ترسو في مرفأ آخر، فإذا كان نصرالله لديه معطيات كاملة؛ فليحدد لنا في أي مرفأ رست تلك الباخرة؟”.

 

arabi21

Exit mobile version