في منتصف تلك الليلة الشتوية قام الزوج بفتح مكيف الهواء الأمر الذي ازعج زوجته فما كان منها الا وان قامت من مكانها وأغلقته دقائق مرت من الصمت قبل أن يسأل الزوج عن ما قامت به،وهل هو نوع جديد من (التحدي)…؟لترفض الإجابة عليه ليعتبر ذلك نوعاً من الإهانة لتتعالى أصواتهما في عز الليل،قبل أن تنتهي القصة بحزم الزوجة لحقائبها ومغادرة المنزل في تلك الساعة المتأخرة!!!والقصة تعتبر مدخلاً مناسباً للتطرق إلى موضوع في غاية الأهمية وهو موضوع الخلافات السطحية بين الزوجين،تلك التي يدفع ثمنها في الغالب الأطفال
(1)
ربة منزل نعمات البشر-ام لخمسة أطفال- قالت”زوجي شخصية عصبية جداً ومزاجية للغاية ويمكنه اختلاق المشكلات من ابسط الأمور”،وتتبسم قليلاً ثم تضيف(والله مرة داير يطلقني عشان زدت الملح في الأكل) وتضيف “لقد تعودت على طبع زوجي وأصبحت أتحمله بكل حالات انفعاله وذلك حتى لا ادمر حياتي وحياة أطفالي).
(2)
الأستاذة هبة الصادق تقول(كاد ان يرمي علي الطلاق عندما اشعلت الضوء منتصف الليل) وتضيف “كثيراً ما فكرت أن احزم حقائبي والعودة لمنزل أهلي لكني أتوقف في كل مرة عند أطفالي والذين سأجد صعوبة كبيرة في اقناعهم بأسباب خلافي مع والدهم في المستقبل،وذلك لسطحيتها الشديدة).
(3)
عصام احمد الطاهر تحدث عن الأمر بشيء من التفصيل قائلاً(النساء يرتكبن أخطاء ساذجة ولا يتحلون بالصبر ولا الحكمة،ولابد للرجل أن يضع قرار الطلاق هذا كأخر الحلول التي يلجأ اليها وان لا يكترث لسفاسف الأمور والعقبات الصغيرة).
(5)
الحاجة خديجة محمد توم تحدثت”تزوجت في عهد لم يكن للمرأة فيه حق التشاور مع زوجها في أي من الأمور فالزوج يُقدس تقديساً تاماً،ولا يُرد له أمر.ولا أذكر انه تم بيني وبينه خلاف فقد كنت استجيب لكل طلباته وأتحمل كل انفعالاته)وتصمت قليلاً ثم تقول(ما يحدث اليوم من خلافات بين الأزواج لأتفه الأسباب يدهشني بكل صراحة خصوصاً تلك السطحية مثل الخلاف على اسم المولود أو طريقة اللبس أو حول أثاث المنزل أو مدارس الأبناء).
صحيفة السوداني