ما الذي بين رجل المرور وأصحاب المركبات؟!

كثير من رجال شرطة المرور وجدوا حب سائقي السيارات وعلى رأسهم الشرطي “بريش” الذي كان يقف في تقاطع البلدية مع القصر، بجانب عدد آخر كانوا لا يقطعون إيصالاً لمرتكبي المخالفات، كانت توجيهاتهم للمخالفين فقط هي البلسم الذي يشفيهم ويمنعهم من الوقوع في الخطأ مرة ثانية، لكن عدداً كبيراً من شرطيي المرور اليوم يحاول أن يجرم سائقي السيارات بأية طريقة من الطرق حتى ولو كانت أوراقه كاملة يبحث عن واحدة من الثماني عشرة مخالفة ليجرم السائق.
اتصل عليَّ أمس أحد المواطنين وهو يشكو مر الشكوى من رجال المرور وإيقافه عدة مرات قبل أن يصل إلى مكتبه، المواطن قال لي إن عربته مظللة وهو يحمل تصديقاً بذلك وقد دفع ما يقارب الخمسمائة جنيه نظير هذا التظليل، لكن كلما تقدم خطوة أوقفه شرطي المرور ليسأل عن التظليل فيقوم بالتوضيح، وبعد عدة خطوات أخرى يوقفه آخر ويبدأ مسلسل السؤال عدة مرات.. قال لي هذا المواطن: (إذا كانت شرطة المرور توقف أصحاب المركبات غير المرخصين من خلال الاستيكر المثبت في الزجاج الأمامي للسيارة يمكن أن يكون هناك استيكر أيضاً للتظليل يُثّبت في مقدمة السيارة فكل من لم يوجد لديه هذا الاستيكر وسيارته مظللة يصبح عرضة للسؤال، ولكن التفتيش المستمر أحياناً بدون سبب يعطل المواطن).
أما الناحية الأخرى لرجال المرور وهي مشاهدة في كثير من المواقع لأصحاب السيارات أو من يستقلون المركبات العامة، فرجل المرور أحياناً تجده في منتصف الطريق محاولاً إيقاف السيارة المخالفة، وهذه الطريقة أحياناً تعرض رجل المرور للموت إذا كان قائد السيارة مسرعاً ولم ينتبه له وهو يقف فجأة في منتصف الطريق، وقد شاهدت بأم عيني أحد رجال المرور بالقرب من بنك السودان وهو يتعرض لأصحاب المركبات وكأنما يريد أن يصطاد غزالة أو أرنباً يظهر فجأة ويعترض سير المركبة مما قد يفقد سائقها توازنه.. وشاهدت رجل مرور آخر بالقرب من جامعة النيلين وبنفس الطريقة يعترض المركبات بطريقة غير لائقة وكاد أحدهم أن يصدمه وعندما لامست العربة جسد الشرطي قال إن صاحب المركبة يريد أن يقتله فطارده عدة كيلومترات إلى أن وقف صاحب المركبة واتهمه بمحاولة قتله، ثم أخذ لوحات السيارة.
رجل القانون لا يأخذ القانون بيده، لأن المواطن لا حول له ولا قوة، وعلى رجل المرور أن يبتدع وسيلة أخرى لمعاقبة المخالفين بدلاً عن هذه الطريقة غير الحضارية، كما يجب عدم تعطيل الركاب الذين لا ذنب لهم بمثل هذه المخالفات.. ما نراه الآن لم نره في أية دولة من الدول، فالعالم متطور.. لماذا نحن نقف في محطة التخلف؟!
صلاح حبيب – (لنا رأي – صحيفة المجهر السياسي)

Exit mobile version