عزائم بمد البصر، ومثل علو الشمس والقمر، بل هي كالجبال الراسيات يدفع بها كل غي وخطر، إنها السلاح الفتاك الذي نمضي به في مشارق الأرض ومغاربها، فلا يركن في النفس وهنٌ يبطل عزمها ويطفئ سراجها، بل هي الهواء النقي الذي نستنشق من نسمات عبيره، فيأخذنا إلى تلك السبل التي يظللها الخير في كل جانب، ويدفعها إلى مواجهة الأخطار ومنافذ العجز التي تفتح للإنسان الركون نحو دنو الأشياء وأقلها قيمة، فلا يبنى وطن ولا تعمر أرض، ولا تفتح أبواب للمعرفة والعلم، بل يسكن الجهل والكسل في كل الطرقات، وتغدو كل نفس أسيرة لأهوائها، جاهلة غاياتها، لا يربطها شيء من العالم سوى عجزها ووهنها، ولا شك لا تكتمل عزائم المرء ولا تكتمل غايته إذا تجردت من معالم الأخلاق والقيم، والرغبة الصادقة في أن يكون المرء ذا صورة نقية لا تشوهها مبادئ ذات باطل وبهتان، بل تكون مبادئ فيها الهدى حيث كان، وإن لزم ذلك قولٌ سديد وفعلٌ رشيد في القوة والعمل، وقول كلمة الحق لا يخشى بها لومة لائم، ولا يرتبط بها نحو أحزاب ومجموعات لا يكون هدفها رقي المجتمع ونهضته، فتكون في دائرة مغلقة ومظلمة لا تبصر القوانين العادلة، والرغبات النقية التي تسير معلنة أن كل مبدأ يبنى على حق وعدالة مآله إلى الازدهار، وما أعظم الإنسان وما أكبر قيمته إذا رسخ في مبادئه كل القيم الجميلة، وأيقظ ضميره وجعله كالمنارة التي يبصر بها، ويجمع بها شتات نفسه، ويقودها إلى ما ينال به الرفعة والكرامة في حياته وآخرته.
(لطيفة سعود المطوع – صحيفة الكويتية)