محمد لطيف : جوال مقابل كل كوب.. معادلة لن تفهمها يا ساتي

من المؤسف أن الأخ الطاهر ساتي لن يتمكن من الرد على ما نكتبه اليوم لعدة أسباب.. منها انشغال مصدره بأمر يهدد مقعده.. ثم انشغاله هو بالدفاع عن.. والذود عن.. صديقه البروفيسور مأمون حميدة الذي يبدو أن هذه الصحيفة قد قررت التفرغ له بقية عامها هذا.. أما السبب الثالث والأهم فهو أن ردنا على ساتي لم نكتبه نحن ولم نجتهد فيه بل هيأه لنا نائب الرئيس السيد حسبو عبد الرحمن حين هيأ لنا.. من حيث لا نحتسب.. فرصة ذهبية لعكس الوجه الآخر لمجموعة دال.. فإن كان ساتي ومشايعوه.. و(دافعوه).. لا يرون في دال إلا أجولة دقيق.. فظهر الخميس كان فرصة للإعلام الوطني غير (المدفوع) بأجندة خفية أن يرى جهدا وطنيا خالصا.. يبسط الأرض ويفلحها ويحيلها إلى سندس أخضر.. يخرج قمحا ووعدا وتمنيا..!
وقبل أن ننقل لقارئنا بعض الأمل مما رأيناه في مشروع الواحة الزراعي الذي تملكه وتديره دال الزراعية.. التي لا يعرف عنها ساتي شيئا.. فلابد من دحض بعض افتراءات وأكاذيب ساتي وسمومه التي بثها لقراء صحيفته الخميس وهو يكيل لنا السباب والتعريض.. لا لشيء إلا لأننا قلنا إن الدولة قد عقلت وأصلحت ذات بينها ودال.. لتعود هذه المؤسسة الوطنية إلى مربع الإنتاج مرة أخرى لتغطي ثغرة ظلت مفتوحة منذ أن توقفت.. وكنت قد قلت يومها إن ادعاءات وزير المالية بأن سعر الدقيق لن يرتفع.. وأن غياب مطاحن سيقا لن يؤثر على إمداد الدقيق قد ثبت بطلانه.. وكان من رأي ساتي أن ما قلته ليس صحيحا وأن دال قد عادت صاغرة لوحدها.. وثمة وقائع يراها الناس رأي العين تدحض مزاعم ساتي هذه.. بل يرتد عليه إفكه.. لأن الحقائق ظاهرة جاهرة تمد لسانها لساتي وللوزير ولآخرين من دونهما من السماسرة والتجار والموظفين.. من ذوي القربى..!
والحقائق كما هي.. لا كما أتمناها الآن.. أن جوال الدقيق قد تجاوز حاجز المائة والأربعين جنيها.. مما يدحض ادعاء وزير المالية القديم ومزاعم ساتي الجديدة بأن رفع دولار القمح لن يرفع الأسعار.. أما الحقيقة الثانية.. والتي نرجو من مصادر ساتي أن تعينه سريعا على إيجاد تفسير لها.. فهي أن مطاحن سيقا ومنذ اليوم الأول لإنتاجها قد قفز توزيعها إلى ما فوق السبعة عشر ألف جوال يوميا.. هذا في العاصمة فقط.. وهو رقم يوازي نصف استهلاك الخرطوم إن لم يتجاوزه.. فكيف يفسر ساتي هذه الظاهرة المحيرة.. إذا قرأناها بمنطقه أن غياب سيقا لم يكن له تأثير..؟ هل تأملت الرقم 17000 يا ساتي..؟ إذن هاك هذه المعلومة التي قد يكلفني نشرها الكثير.. هل تعلم أن دال توزع يوميا 17000 كوب من الحليب مجانا لـ 17000 طفل بين فقير ومعدم يعيشون حول الخرطوم..؟ هل تعلم عنهم شيئا..؟ سنعود لهذا لاحقا..! ولعل المنطق يقول إننا لم نكن حتى في حاجة للاستدلال على تأثير سيقا بعرض أرقام توزيعها.. بل هناك المشهد الماثل.. وهو تردي مستوى المنتج من الخبز وضمور حجمه ونقص عرضه.. نتيجة لتردي مستوى الدقيق.. وهذا يكفي لدحض مزاعم ساتي.. ومن العسير تجاوز هذه المحطة قبل أن نسأل ساتي عن سر طرقه المستمر على أن دال لم تنفذ العطاء.. رغم أن الآخرين لم ينفذوا أيضا؟!
أما ما يهم القارئ حقا فهو تدشين دال الزراعية بحضور نائب الرئيس ووالي الخرطوم وحشد من المسؤولين المعنيين والخبراء والإعلام المشغول بمصلحة المواطن لحصاد القمح من مشروع الواحة المملوك لدال.. في خطوة تهدف لإكمال سلسلة الإنتاج.. من أصولها هي.. وهذا لن يعجب ولا شك كثيرين.. قمح دال بلغ حجم الإنتاج فيه خمسة وعشرين جوالا للفدان أما نسبة البروتين في القمح وهي معيار التقييم الرئيسي فقد تجاوزت المتوفر في القمح الأسترالي والكندي.. ساتي سيغالط بالطبع دون علم.. ولعل أفضل ما خرجت به تلك الجولة هي تعهدات نائب الرئيس بالتزام الدولة بحماية المنتج الوطني ودعمه باعتبار الإنتاج السبيل الوحيد لإصلاح الاقتصاد الوطني.. لا استيراد الدقيق (المضروب) كما يظن (البعض)..!

Exit mobile version