هناء إبراهيم : وكبرت الحكاية..

بطريقة لا يقبلها الشرع والقانون، تطورت (البخرات) تطوراً سريعاً أذهل التطور ذات نفسه.. بدأت الحكاية حين رأى بعض الأشخاص أنهم ينسون بداية الأشياء وهيك.. فإذا أخذنا القصائد نموذجاً يقول الواحد منهم إن أوائل الأبيات تطير من رأسه، فيقوم بكتابة الأحرف الأولى من كل بيت لمواجهة ذاكرته محدودة (الميقا).
ثم رزق العالم العلمي بقومٍ امتد نسيانهم إلى البيت بأكمله، حيث يقول الواحد منهم: (البيت الأول قاعد يروح مني، والبيت الأخير والذي يليه بلخبط بيناتهم فاستعانوا بهذه الأبيات المُحددة للوقوف ضد ذاكرتهم التي لم تصل (حدود الميقا) بعد.
بعدها أنجبت البشرية للعلم أناساً من بينهم أشخاص (ما فاضين أصلاً) عشان يحفظوا قصيدة، إذ إن وقت حفظها قد يصادف موعد بث المسلسل التركي أو مباراة البارسا والريال أو كليب ما، وهؤلاء بقى استعانوا بالكتاب من (بسم الله) إلى (تم بحمد الله) لمجابهة آثار عدم استيعاب ذاكرتهم الممتلئة ع الآخر بالفارغة والمقدودة.
وقبل أن يفيق سيدي العلم من هؤلاء، لفقت له قضية نسب لأبناء (يبخرون مسائل الرياضيات، وأجب بلا أو نعم، وضع دائرة) جاعلين من وسائل التكنولوجيا والاتصالات، يدهم اليمنى ومدير أعمالهم.
أما بقى ناس (تراب المقابر) فالله أكبر..
في هذه الأجيال طلاب يدخلون الامتحان برفقة تراب المقابر لا ليكون تراباً حاصلاً على شهادة عليا، بل من أجل (كتحه) على وجه المراقب حتى لا يرى (بخرتو الخايف عليها)..
ذات حوار كلمني الأستاذ “جمال عبد الباقي” الحاصل على لقب (أصعب مراقب) أن أحد الطلاب سأله أثناء امتحان مادة اللغة العربية ضمن امتحانات الشهادة السودانية قائلاً: يا أستاذ التعبير دا فيهو شخصية تاريخية؟!
اتفرجتوا؟!
ولا فاضي يقرأ مطلوب منو يكتب تعبير عن شنو، اللهم لديه (بخرة) شايلة توقيع شخصية تاريخية إذا ثبت أن الموضوع موجود، رصاها وبقى مارق.
كيف ترضى أن ينسب لك (نجاح غير شرعي)؟!
نجاح يُخاصمه الفرح به..
أعتقد وبعض الاعتقاد (يخرب بيتو) هذا النجاح الفاشل ابن ستين مصيبة.
من ناحية قلبي: ليتني أستطيع الاستعانة بـ(بخرة حُرة) تقول لك ما بقلبي نيابة عن (لساني المراقب) المرصود…
و……
وربنا يوفق كل من أراد النجاح وعمل له
هناء إبراهيم – (فوق رأي- صحيفة المجهر السياسي)

Exit mobile version