جهاد نصر.. شهادة سودانية

وتبقى الشهادة السودانية أكثر ما يهتم له الإنسان السوداني فلا تنفك كل عام عن دائرة الاهتمام فهي بوابة الدخول للجامعات والأعمال وهي نافذة التحول من الصبا إلى الشباب.
نصف مليون ممتحن يعني أن كل أسرة قد زفت فردا منها إلى ميدان التحصيل هذا.
وككل سنة لا تترك الشائعات الامتحانات الأكبر في حالها من كشف لها وكسوف منها.
لكنا نشهد بطول سنواتنا في الحياة أنها بلا شق ولا طق إلا ما خرج من اليد وفق ظروف استثنائية طبيعية أو قتالية.
أمس أوردت هذه الصحيفة خبرا عن تغيب أربعمائة طالب في ولاية شمال دارفور وحدها بلا أسباب معروفة للوزارة.. والأسباب المعروفة يتم التعامل معها بإنسانية تستحق الإشادة. فأوراق الامتحان تزور البيوت والمستشفيات والسجون.
في العام الماضي كانت مدرسة الريان بالدخينات هي محط أنظار وأسماع الجميع لما تم التعرف باكرا على غش البعض ممن أراد المال ولم يأبه لتحطم الآمال وكان أن تمت معالجة الأمر.
صور غزت الواتساب أيضا لطالبات يجلسن على الأرض بادعاء أنهن من دارفور مع صورة أخرى لمكان جميل وطالبات يجلسن فيه على أنهن من الخرطوم مع تعليق غبي بأن ننظر للفرق ولكن البعض نسخ الصورة وبدل المكان الأرضي.. يمكن لكل ولاية من السودان أن تدعي ذلك وأقسم أن مناطق في الخرطوم جنة رضوان هذه المتخيلة يجلس فيها تلاميذ على الأرض.. لكن الصيد في صفو المياه يفضح السنارة..
نتمنى التوفيق لجميع الجالسين للامتحانات على كراسي أو (متفجلين) في التراب فإن علماء قد مروا بهذا الإجلاس ولم يروا فيه إذلالا فهذه طبيعة بلادنا الفقيرة.
بالعودة إلى الـ400 غائب في شمال دارفور يمكن التكهن بأن آلافا قد غابوا في عموم البلاد وهذه الأمر يدعو للأسف فلم يبق إلا القليل فحمل شهادة سودانية يعني توسيع دائرة الأمل في وظيفة ويعني توفير مدرس لتلاميذ في قرية بعيدة …
حد يمتحن للشهادة.. يمشي يختار البعاد.
هيثم صديق – (هتش – صحيفة اليوم التالي)

Exit mobile version