*عادات سودانية عجزت عن فهمها..
*عجزت عن فهم مغازيها وأسبابها ودوافعها..
*وكلما سألت ازددت عجزاً عن الفهم..
*فما من أحد أعطاني إجابة قاطعة تريح فضولي هذا..
*فقد سألت- مثلاً- عن سبب إكثارنا من مفردة (حقيقةً)..
*فقيل إنها (علامة مسجلة) باسم الإسلاميين..
*ولكني أجد آخرين يرددونها أيضاً..
*فهل انتقلت عدواها لغير منسوبي التيار الإسلامي؟..
*وهل هي محاولة – لا شعورية – لإثبات صحة الحديث؟..
*وهل المحاولة هذه تعني- ضمنياً- عدم ثقة المتحدث في الذي يقول؟..
*أم هي شيء يحتاج إلى تفسير (نفساني)؟!..
*ليتني أعرف……..
*ثم هنالك (عادة) نظر المرأة إلى أقدام أخرى..
*فقل أن تجد امرأة تنظر إلى وجوه بنات جنسها أولاً..
*فهي تبدأ بالأقدام ثم تصعد ببصرها إلى أعلى..
*ويكون الوجه هو المحطة الأخيرة في (رحلة التعرف)..
*وسألت عن سبب العادة هذه فلم أجد جواباً شافياً..
*فواحدة قالت : لنعرف إن كانت متزوجة أم لا..
*طيب (تفرق معاك في إيه) معرفة الحالة الاجتماعية؟..
*لا إجابة ، وإنما فقط ابتسامة..
*وثانية قالت أن نظافة المرأة تُعرف من (الرجلين)..
*وماذا بعد معرفة إن كانت نظيفة أم (مبشتنة)؟..
*لا إجابة (برضو) ، وإنما الابتسامة إياها..
*وثالثة قالت (أهي عادة) والسلام..
*ثم لا إجابة ، ولا ابتسامة..
*وما زال السؤال قائماً :
*لماذا تنافس المرأة (الإسكافي) في تصويب النظر نحو الأقدام؟..
*ليتني أعرف…….
*وكذلك نجد عادة (الحديث بالعصا) التي انتشرت في زماننا هذا..
*وقال أحد الذين سألتهم : هذه (عادة) عند العسكريين..
*ولكن (العسكريين) من رموز نظام مايو لم يكونوا يفعلون ذلك..
*ما كان نميري يلوح بعصاه تجاه الناس وهو يخطب..
*ولا خالد ولا (زينكو) ولا أبو القاسم..
*ولا عبود – ورموز حكمه- من قبلهم..
*وقال آخر : هي من ضرورات إظهار الهيبة..
*وهل أفراد الشعب هم تلاميذ مدارس لتُفرض عليهم الهيبة بالعصا؟..
*بل حتى المدارس اختفت منها العصي الآن..
*فهي توحي بـ(الإذلال) عوضاً عن الهيبة..
*وقال ثالث : هو فعل لا إرادي..
*وكيف يكون لا إرادياً و(يتشابه) فيه الكثيرون؟!..
*إلا أن يكونوا جميعهم قد فقدوا (إرادة) التحكم في العصا..
*وما زلت أتساءل : لماذا يفعلون ذلك؟..
*ليتني أعرف………
*ونختم أخيراً بعادة غريبة لدى الكثيرين منا..
*أن نبدأ بعبارة (والله أنا ما عارف)..
*ثم نواصل (لكن المفروض كذا وكذا وكذا)..
*فكيف نكون (ما عارفين) و(عارفين) في الوقت ذاته؟..
*ليتني أعرف……..
صلاح الدين عووضة – (بالمنطق – صحيفة الصيحة)