ليس غريباً ان يعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم عدم علمه بأجندة اللقاء التشاوري الذي دعا له رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكى في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا ، فحزب الأمة القومي برئاسة الإمام الصادق المهدي بالرغم من تلقيه دعوة المشاركة منذ فترة، واكتمال ترتيبات وفده للمغادرة غداً إلى هناك إلا أنه لم يعلم الأجندة وينتظر التوضيح من أمبيكى، وذلك بحسب الأمين السياسي للحزب محمد المهدي حسن، الذي قال لـ(آخرلحظة) أمس إن حزب الأمة سيشارك بوفد جزء منه يأتي من القاهرة بقيادة الإمام الصادق ومعه صلاح مناع القيادي بالحزب، والبقية سيأتون من الخرطوم لأديس، ليحل أمبيكى حالياً ضيفاً على الحكومة السودانية بهدف إطلاعها على أجندة اللقاء، كما أنه من المفترض أن يكون قد جلس إلى آلية الحوار الوطني في الموضوع ذاته، وبعض الأطراف ذات الصلة.
أجندة غير واضحة:
حركة العدل والمساواة السودانية غير الموقعة برئاسة جبريل إبراهيم هي الأخرى لم تدر أجندة تشاوري أبابا حيث قال أمين العلاقات الخارجية للحركة سيد شريف جار النبي في تصريح للصحيفة، نحن وافقنا على المشاركة رغم أن اللقاء أجندته غير واضحة، ولكن حركتنا رؤيتها واضحة في التفاوض والحوار، ومازلنا نرى أن هناك فرصة كبيرة لكل السودانيين، لإجراء حوار شامل ومشاركة كافة القوى السياسية والمجتمعية للوصول إلى سلام واستقرار دائم، ونعتقد أن حوار قاعة الصداقة لاينطبق عليه صفة الحوار، ولا يعالج مشاكل السودان المعقدة، ونحن منذ فترة ننادي بإجراء حوار تمهيدي في أديس لمناقشة القضايا الأساسية ومنها تنتقل وتستكمل في الداخل، ولكن رفض النظام المتكرر عقد الأمر، والآن نسعي وتبحث عن مخرج.
البحث عن مخرج
وفيما يتعلق بالمفاوضات التي يتطلع إليها السكان في مناطق النزاعات سيما دارفور، قال جار النبي نحن مازلنا نبحث وقف العدائيات لايصال الإغاثة للمدنيين، وبعدها الدخول في المسائل السياسية وأضاف لقاء أديس فرصة لنا للقاء مع القوى السياسية والتفاكر حول وحدة العمل المعارض، وكيفية إلحاق بقية القوى لبناء تحالف سياسي عريض، والبحث عن مخرج، وأيضاً مناقشة الآلية لدعوة بقية القوى السياسية لأي لقاء قادم حتى يكتمل مشروع الحوار التمهيدي في أديس أبابا بجلوس السودانيين، وبخلاف حركة العدل والمساواة التي لم تطرح أو تكشف ماستناقشه في اللقاء التشاوري فإن سقف توقعات حزب الامة الذى كشف عنه أمينه السياسي هو أن يناقش تشاورى عاصمة اثيوبيا تاريخ انعقاد الملتقى التحضيري الذي من شأنه تسريع عملية الحل، وهو الذى اتفقت عليه القوى السياسية، ليوضح للأمة رؤيته بشان مخرجات الحوار الذي تم بقاعة الصداقة التي قال إنها تعبر عن المشاركين فقط، ويمكن اضافتها لرؤى المعارضة، واختتم الأمين السياسي للأمة محمد المهدي حسن قائلاً السودانيين إذا جلسوا سيصلون إلى حل.
استبعاد تحالف المعارضة:
تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض لم تقدم له الدعوة للمشاركة في اللقاء التشاوري، وسواء قدمت أو لم تقدم فإن غالبية عناصره ترفض الاشتراك فيه وفقاً لإفادة محمد ضياء الدين المتحدث باسم حزب البعث عضو هيئة قيادة التحالف، الذي اعتبر اللقاء محاولة لتدارك قرارين لمجلس الأمن والسلم الأفريقى بقيام لقاء تحضيري فشل قيامه بعدم مشاركة وفد الحكومة، ثم تحول التحضيري إلى تشاوري بعد أن تم تحديد القوى التي ستشارك فيه، مشيراً إلى أن ثامبو أمبيكى يهدف من اللقاء التشاوري تنفيذ الموجهات العليا من أمريكا، بوضع ضمانات لتوحيد مسار الحوار فى الداخل والخارج بأن ينتقل حوار الخارج ليتكامل مع الداخل ويفتح الطريق أمام التسوية السياسية التى يدفع بها المجتمع الدولي، وهى لن تحل مشكلات السودان.
تقرير: لؤي عبدالرحمن
صحيفة آخر لحظة