٭ ولا يهمنا في قليل أو كثير أن يتوحد «الأخوان» ولا يرعبنا ولا يفزعنا مطلقاً أن يلتحم «الوطني» و «الشعبي» حتى لو صارا كتلة أو كرة من الفولاذ غير قابلة للانشطار مرة أخرى أو التشظي.. نعم كل الطرق تؤدي إلى «البصرة» لا كما يقول حبينا المطارد «مظفر النواب».. كل الدلائل تقول إن وحدة الأخوان آتية لا ريب فيها.. نعم سيعود حزب «الشعبي» ولكن لن يجدوا الوطن أو حتى «الوطني» كما تركوه.. في غيابهم.. منذ ليلة المفاصلة قد جرت أمواج بل أنهر من ماء تحت كل الجسور.. تركوا «ناس شنان» يزرعون الأثير وبالمنغم من الأناشيد.. تركوا الشعار وهو يتردد صداه في كل الوطن.. «أمريكا روسيا قد دنا عذابها».
٭ وبالأمس تحدثنا عن حب عاصف وود جارف جمع الأحباب في «النادي الكاثوليكي» مع الرفاق تحت قباب «الكرملين» وفي ردهات «قصر الشتاء».
٭ أما أمريكا التي كانوا يتوعدونها بدنو العذاب صار الأحبة الأخوان يخطبون ودها ويغزلون من الكلمات قلائد وقصائد.. وها هو حبيبنا الرصين جداً.. الوقور أصلاً.. المهذب أبداً والمثقف غندور يخاطب أمريكا حزيناً متأسياً آملاً في وعد ثم ابتسامة من أمريكا ثم لقاء.. ها نحن نكاد نسمع همسه: «جرب معاك كل السبل – ايديه ليك ما قصرت».. ثم ينتقل في سرعة الكونكورد إلى رياض الجنرال مبارك المغربي ليستلف منه مقطعاً يرسله حسيراً لأمريكا:
ما نفع ودي واعتذاري مرار
وكيف وصولي إليك وحولك الأسوار
٭ يعود «ناس» مولانا وشيخنا إبراهيم السنوسي ورفيق دربه وحزبه الدكتور علي الحاج الذي أرسل عربوناً غالياً وكأنه «قولة خير» لأحبابه في النادي الكاثوليكي عندما قال كلمات مجلجلة لقد تركت كل شيء وراء ظهري.
٭ حتماً يعود «الشعبي» إلى الوطني ـ ولكنهم لن يجدوا باهر الأناشيد التي أغرقونا فيها زمناً وأزماناً.. ومنشدهم كانوا قد تركوه لينشد:
حكمنا شريعة
وتاني مافي طريقة
لي حكم علماني
٭ يأتي الأحباب في «الشعبي» ليجدوا أن إخوانهم في «الوطني» قد صمموا نيفاشا التي سمحت بأن تتجول العلمانية ممثلة في «سلفاكير» في قاعات وممرات «القصر» المجلدة بالسيراميك المكسوة بالموكيت.. لم يقفوا عند هذا الحل بل أقاموا توأمة بين «الوطني» والحزب الشيوعي الصيني.. وبالمناسبة هؤلاء الرفاق أحفاد «ماو» ليسوا علمانيين فقط بل ملاحدة «عديل»..
٭ نعم سيعود «الشعبي» إلى حضن الوطني.. ولكنهم سيدهشون من تغييرات هائلة وجارفة حدثت في فترة غيابهم الطويل.
والأحد نواصل…
(شمس المشارق – صحيفة آخر لحظة)