عاودت الاتهامات المتبادلة الحضور في العلاقات بين دولتي السودان من جديد، ففي الوقت الذي اتهمت فيه الخرطوم جوبا باستضافة اجتماع لقادة الحركة الشعبية قطاع الشمال، التي تحارب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتقديم الدعم لعملياتها العسكرية، نفت جوبا الاتهام وأكدت أن اتهامات الخرطوم مردود عليها باعتبارها هي التي تؤوي وتقدم الدعم للمتمرد الجنوبي رياك مشار، واستهجنت تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير بأن دولة الجنوب دولة فاشلة.
اتهامات باطلة
وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان، مايكل مكوي لـ«البيان»، إن اتهامات الخرطوم لبلاده بدعم المتمردين على الحكومة السودانية غير صحيحة، وإنما هي مخطط من السودان لتغطية دعمه الذي يقدمه للمتمردين الجنوبيين، الذي قال إنه ليس هناك مجال للشك في أن الخرطوم تؤوي وتقدم الدعم العسكري للمتمرد رياك مشار، وتابع: «هذا لا يحتاج إلى إثبات لأنه مثبت». وأضاف: «الخرطوم تريد تغطية دعمها لمشار وإيواءها له من خلال فتح مكتب له هناك».
أعذار مرفوضة
وقال: إن الحكومة السودانية، من خلال دعمها للتمرد في الجنوب، خرقت الاتفاق الموقع بين البلدين، وأعذارها غير مقبولة؛ غير أنه أكد التزام بلاده بكل الاتفاقات الموقعة مع السودان، وأبدى مكوي استغرابه من تحول موقف الحكومة السودانية تجاه دولة الجنوب، وقال: «أنا أستغرب لهذا التحول المفاجئ، خاصة وأن العلاقات شهدت خلال الفترة الأخيرة تطوراً ملحوظاً».
واستهجن الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب تصريحات الرئيس عمر البشير أخيراً بأن دولة الجنوب دولة فاشلة.
وقال: إن تدهور الوضع الاقتصادي لا يعني أن الدولة فشلت، وإنما هناك ظروف أدت لذلك، مشيراً إلى أن ما تمر به دولة الجنوب هي ذات المرحلة التي يمر بها السودان، وأكد أن دولته في طريقها إلى التعافي.
نصيحة سودانية
بدورها، نصحت الحكومة السودانية دولة جنوب السودان بالابتعاد عن دعم المجموعات المسلحة، التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في السودان، مثلما ابتعدت هي عن دعم الحركات المناوئة لجوبا.
وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية السودانية علي الصادق في تصريحات صحافية: «من مصلحة حكومة دولة جنوب السودان الابتعاد عن دعم الحركات المسلحة، والعمل مع الخرطوم لبناء علاقات صحية راسخة تحقق الاستقرار والأمن في البلدين، ما ينعكس إيجاباً على الأوضاع الاقتصادية في الجنوب»، داعياً جوبا إلى الحفاظ على التطور الذي حدث بعد قرار رئيس الجمهورية فتح الحدود بين البلدين وضرورة إعادة النظر في أسعار نقل النفط عبر الحدود.
الخرطوم – طارق عثمان
البيان الاماراتية