كمال عمر:خبر أختياري للأمانة العدلية وصلني وأنا في المعتقل وظللت أبكي حتى الصباح

أستضاف برنامج (في الواجهة) التلفزيوني الذي يعده ويقدمه الأستاذ أحمد البلال الطيب الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الأستاذ كمال عمر من داخل الأستديو في حلقة خُصصت للحديث عن رحيل حسن عبد الله الترابي،تحدث فيها الأمين السياسي عن علاقته بالشيخ الراحل والتي امتدت منذ الفترة التي أعقبت المفاصلة،كما استضاف الدكتور عمار السجاد الشيخ رئيس نادي الحوار عضة الأمانة العامة للحوار الوطني مقرر للجنة الحريات والحقوق الأنسانية بالحوار الوطنيبالإنابة والذي يعد أحد المقربين من الترابي في السنوات الأخيرة.
كمال عمر من الدائرة العدلية إلى الأمانة السياسية…خطوات مرسومة من الشيخ الترابي
مقدم البرنامج..قبلها الم تربطك به علاقة وطيدة ؟؟
لا،لم تكن لي معه علاقة،كانت علاقة عامة وكنت أدخل المنزل وأخرج مثلي مثل أي أخ مسلم،لكن بعد تقديمي له جلست معه في مجلسه الخاص ووضعني مباشرة في الكرسي الساخن وبدأ يسألني حول القضية ظنوا قدر الله لي أن أجتاز الإمتحان،نعم لقد كان امتحاناً حقيقياً في الإجراءات القانونية.ويبدو انه انتبه للمحامي المغمور غير المعروف في الأوساط فقد كنت محامياً صغيراً أمتلك مكتباً في سوق السجانة ولا يعرفني الا قلة من الناس فمن هذه الجلسة يبدو أن الشيخ الترابي قد سجل كمال عمر عنده وبعدها ذهبنا.انا كنت ممسكاً مع عدد من الأخوة على رأسهم محمد حسن الأمين بملف الأمانة القانونية والعدلية في وقت صعب جداً.وفوجئت وانا في المعتقل بأحد الأخوةيأتيني الساعه الواحدة صباحاً ويقول لي إن الشيخ حسن اختارك أنت من 12 او 13 قانونياً للأمانة العدلية خلفاً لمحمد حسن الأمين،وأذكر وقتها ظللت أبكي حتى الصباح فرحاً”لأنو دي حاجة كانت ولا في بالي ولا كنت متخيلا ولم أتوقع أن أجتاز الإمتحان وآتي في قيادة الحزب وعلى رأس الأمانة العدلية خلفاً لمن ،لمحمد حسن الأمين”.وكانت المعركة في الملف القانوني صعبة جداً وساخنة مع الحكومة والأجهزة الأمنية وقضايا المعتقلين والمتظاهرين وقضايا دفاع عن حقوق أساسية ومحكة دستورية،كان ملفاً يعجُ بكمية من الإبتلاءات والتحديات،وأنا أحسب أنني قد وضعت وقتها في مطب أستطعت لحد كبير جدا وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبجهد إخواني المحامين أن ارضي الشيخ وأدافع عن حقوق الحزب بشكل اساسي،وأجهضنا كل محاولات تجميد الحزب وأفشلنا بالمحاكم والطرق القانونية منعه من ممارسة نشاطه،وكان لنا دور كبير جداً في هذا المضمار وأحسب أن هذا هو الأختبار الحقيقي الذي وضعني فيه الشيخ.

الشيخ الترابي والصوفية…محبة في القلب رغم إختلافات سياسية
مقدم البرنامج:على ذكر الصوفية هل كان الشخ ضد الصوفية؟
كمال عمر:اذكر مرة أن الشيخ أخذني معه بالليل ذهبنا الى الشيخ الطيب العركي شيخ السمانية جلسنا معه طويلاً واستمعنا للمدائح التي كان الشيخ يحبها كثيراً،كان منفعلاً معها ويحفظ معظم قصائد الصوفة السادة المراغنة والأنصار والسمانية والبرهانية والعزمية،وله علاقات ممتدة مع كل الطرق الصوفية ويحترمهم.ويعتبر الشيخ أن كل الأحزاب بنيت على إرث الصوفية التي وحدت البلاد وساوت بين الناس.وكان دائماً يقول هذا ما يفترض أن نأسس عليه دساتيرنا في المساواة وننشر به قيم المجتمع،لكنه كان ينشد الالتزام بأصول الدين ويعتبر أنه ينبغي ان لا تأتي المدائح بخرافات حتى لا تضرب أصول الدين وعبادة الله سيحانه وتعالى.وظل آخر أيامه يجري طوافاته المستمرة ولقاءاته وانا شاهد على بعضها الى الحد الذي جعلني أُفكر أن للشيخ نظرة إستراتيجية في العلاقة بينه وبين الصوفي،أفتكر انه أتى بمكون مهم جدا للحياة لتترابط هذه المنظومات كلها بقضايا الدين وتؤسس لتحول في المجتمع يتم به الإستقرار والسلام.

مقدم البرنامج:ما قصة تحويل سفر الشيخ من فرنسا إلى قطر ورفضه نصيحة الأطباء بالبقاء في منزله؟
كمال عمر:الشيخ له طريقة متفردة يعمل بها نادراً أن تجدها عند شخص غيره،الأيام الرسمية للعمل في المركز هي أيام السبت والاثنين والأربعاء يحضر فيها من الساعة(11) يترجل من سيارته يُسلم على كل الجالسين في الإستقبال فرداً فرداً ويسألهم عن أحوالهم،وفي الأيام الأخرى الأحد والثلاثاء والخميس يكون مشغول في التفسير التوحيدي والذي أفرد له زمناً مقدراً ويعمل أيضاً في القضايا الفكرية،ولقائاته مع المجتمع الدولي والسفراء والأجانب والضيوف وأحياناً كان يقضي الليل كله في المكتب،والرنامج هذا مستمر الى آخر يوم في حياته.الشيخ لم يشتكِ من مرض وكنا نلح عليه أن يذهب لفرنسا لمراجعة حالته الصحية وكان يتحجج بالحوار الوطني ومتابعته وأقسم بالله أن الشبخ كان يقدم قضايا الوطن على راحته.وذهب الى قطر بدلاً عن فرنسا،وإتضح انه يعاني في بعض شرايين القلب وعندما عاد قيل له أن القلب يعمل بنسبة(30)% وأنت مطالب بأن تقر في المنزل لفترة شهر لا عزاءات لا عقود زواج ولا غيره،وعندما أخبرته قال لي دعك من هذا انا داعية “وعائش للناس”لا يمكن أن أسجن نفسي بسبب مرض،وذهب مرة الى ود الترابي وذهب أكثر من (17) مناسبة عزاء وعقودات زواج.

إبراهيم الصغير
صحيفة أخبار اليوم

Exit mobile version