هو وينو الغُنا (البشيلوهو).؟

قبيل سنوات، كان لـ(الشيالين)-الكورال الذى يقف خلف الفنان-مكانة فنية مميزة، وكان (الشيال) يتمتع بأهمية كبيرة جداً لاتقل بأي حال من الاحوال عن اي عازف في الفرقة، فيما كان الصراع يشتد بين الفنانين الكبار آنذاك في سبيل كسب (حنجرة) أحدهم ممن يمتلك صوتاً جميلاً ومميزاً.
عمالقة فن الغناء الشعبي في السودان كانوا اول من قدم (الشيالين) للجمهور بطريقة (إحترافية)، فيما كان حضورهم خلف (مطربي الحماسة) امراً مهماً جداً، وذلك لإضفاء المزيد من التجاوب والطرب لدى الجمهور.
لكن ولأن دوام الحال من المحال، تراجعت خلال السنوات الاخيرة الماضية مكانة (الشيالين) كثيراً في الوسط الفني، واصبح ظهورهم يقتصر خلف فنانين كبار معينين يُحصى عددهم على اصابع اليد، فيما عزى البعض غيابهم للتغيير الكبير الذى صاحب الفن في كل العالم، و(التحديث) الذى تم في الكثير من مفاصله، اضافة الى دخول اساليب حديثة فيما يتعلق بإنتاج الاغنيات، وإستبدال الاصوات البشرية الحقيقية بأصوات مستعارة اخرى توفرها تلك التكنلوجيا الحديثة.
مااود الاشارة اليه عبر هذا المقال اليوم، هو عودة اولئك (الشيالين) اليوم للساحة الفنية عبر بوابة الفنانين الشباب، وفي مقدمتهم طه سليمان والذى فاجأ الجميع قبيل مدة بمجموعة من الشباب (الشيالين) الذين قام بإضافتهم لفرقته الموسيقية، قبل ان يقوم بمحاكاته بقية الفنانين الشباب ومنهم حسين الصادق وطلال الساتة وآخرون، ليعود (الشيالين) من جديد للظهور ولكن هذه المرة عبر (نيولوك) جديد.
مايصيبني بـ(الحيرة) في مسآلة عودة (الشيالين) من جديد للوقوف خلف الفنانين الشباب هو عدم وجود اغنيات تحتاج في الاصل لـ(شيالين)، الامر الذى يجعل هذا الجيل الجديد منهم مجرد (تمومة جردق) ليس إلا، ونمط جديد من انماط (بوبار) الفنانين الشباب والذى يماثل لحد بعيد (بوبار ام العروس).!
جدعة:
المُضحك في الموضوع ان (الشيالين) قبيل سنوات كانوا يقفون بشموخ خلف الفنانين الكبار ويرددون خلفهم وبحماس كبير اغنيات على شاكلة: (انا ليهم بقول كلام) او (ست الريد)، اما الان فقد اصبح (الشيالين) يرددون خلف الشباب: (طاعني دايماً بي ورا) و(سيلفي…سيلفي)، و….(دلعك وذوقك الخلوني اتكسر فوقك وبردلب بقع).!!!
شربكة أخيرة:
مايحدث الان لاعلاقة له اطلاقاً بـ(شيل الغنا)، فأغنيات هذا الزمان (اخف) بكثير مما يتخيل مردديها انفسهم.!!

Exit mobile version