غاب صوت اللوري الحزين وأنينه الحزين وغابت اثار تعرجاته على الطريق الطيني و ذلك لتطور حركة النقل و سفلته الشوارع لكن لم يغب بعض من شاهدوه فحكي لنا محمدين ادم قائلا :” اللوري زمان ده لما يجي داخل البلد بنعرفوا من صوتو نقول ده لوري فلان و صوت البوري البغني انا جيت انا جيت و البلد جت عليها تمرق .
وفي صندوق اللوري العميق بإمكاننا ان نتوقع وجود اي شئ إبداء من دقيق الذرة و الويكة و حبة أبري كسره ناشفه و شرموط و بهارات و ربما تكون زاد مسافر لزوم الحلة المسبكه أو أقمشة دمور أو بهايم و طلح و حطب وراكبو اللوري يأتون ب ثقافات تصارع كل النعرات العنصرية و تمتزج ليصبح الجميع اسرة واحدة يجمع بينهم نسب و حكايات و أمثال شعبية ثم أغنيات تومات كوستي ام بشار و ام جماير خير دليل على ذلك فهن قامن بترديد أغنيات سائقي العربات و اللواري السفرية لتصبح نواة لاغنية البنات الشعبية .
و اللواري بماركاتها المختلفة بدفورد و هيوستن و نيسان تجد على جنباتها عناقريب صغيرة و قربة ماء و على مؤخراتها كلمات تحمل ما بجوف صاحبها من افكار او ملخص لحياته يتركها ترن في ذهنك قاطعة عليك حبل افكارك علي شاكلة صيد الخلا الجافلة و مكتوب عليك تعيش ترحال و عبور المحيط على العصافير صعب هذة العبارات مصحوبة برسومات من مناظر طبيعية مثل الغزالة الشاردة يغلب عليها اللون الاصفر و الاخضر او امراة ذات زمام
افتتنت الفتيات في زمن من الازمان بسائقي اللواري بما فيهم من حلاوة لسان و كثرة عطايا و هدايا فغنن لهم قائلات ياريتني لو بعرف اعشق اللوري أكلم ناس أمي و أكسح من زولي .. و دودي بي يا اللوري من كسلا لي انسي قفل قزازو علي أريتو كان طار بي .. أما اغنية اللوري دا الحلا و دل شايل قزاز الخل أسلاكو ضاربه نار هنا و هنا حرق طلمبة شل… فهن من اغنيات رقيص العروي التي شبهت فها العروس و هي تتمايل في المساير و تتسكع في اللواري
و قال وليد الضو سائق لوري بين الخرطوم الدندر قال لينا بديت الشغلانية دي من أوائل السبعينيات لكنها صعبة شديد و عاوزة طاقة و مرات بنمشي الدويم و الفاشر وبنكون شايلين عيش أو اي بضاعة بنلقاها بنشيلا و عن محطاته قال نحن بنمشي من حنتوب بتلاقينا الـ 44 و العركي و الحركة و عندما سألناه عن كثرة الزواج ضحك قائلا لا مع المسؤلية الصعبة دي مافي طريقة و نحن زاتنا سوينا لينا اولاد .
صحيفة حكايات