تظل رائعة الشاعر محجوب شريف التي أنشدها في كفاح المرأة السودانية حاضرة في الأذهان في هذا اليوم من كل عام بمناسبة يومها العالمي والذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، (تمشي ولا بتطاطي ما بين قوز وشاطي نهارا مع السواقي وليلا مع الطواقي إنسانة أبسط ما يقال، لو صح أعز من النساوين الرجال ،أنثي ولا دستة رجال).
كسر القيود:
رغم العادات والتقاليد التي فرضت عليها لمنعها من ممارسة حياتها العامة الأ أنها إستطاعت أن تكسر تلك القيود، فخرج من رحم المرأة السودانية رائدات في العمل العام والسياسي قاومن كل محاولات السلطلوية الذكورية في الأستئثار بالمناصب، مثل نفيسة المليك في مجال التعليم وخالدة زاهر أول دكتورة سودانية، فقد وجدت المرأة السودانية نفسها في مجتمع ذكوري يرسم لها كل ملامح حياتها من لحظة مولدها وحتي موتها دون أن يعطي لها فرصة الأختيار ولو في شريك الحياة وللمزيد من أحباط المرأة وأرسال رسالة أنها مهما تفعل ومهما تمتلك من مواهب فأن ذلك لا يغير من طبيعة أنها أنثي، وردت العديد من الأمثال منها علي سبيل المثال (المرأة لو بقت فأس ما بتقطع الرأس)، فمقولة (أن تعلم رجلا تعلم فردا وأن تعلم أمرأة تعلم أمه) مقولة حكيمة جامعة تؤكد أن وضع المرأة ومكانتها في أي مجتمع تدل علي تطور ذلك المجتمع ، فكل الأحزاب السودانية مسؤولة عن تدهور وضع المرأة في السودان بما فيها الحزبين التقليديين ، فلم تعط هذه الأحزاب المرأة فرصه لكي تتقلد مناصب في الصف الأول حتي وقت قريب، لكن ذلك لا ينفي أن هناك أحزاب خاصة اليسارية قد أعطت المرأة حقوقها ومكنتها من قيادة النضال لأخذ حقوق الأخريات ، ومن هؤلاء فاطمة عبد المحمود التي ترشحت لمنصب رئيس الجمهورية كأول أمرأة تكسر حاجز الكرسي الرئاسي الذي ما زال يحتكره النصف الأخر، وخلال العقد الأخير من الزمان ومع تزايد الأهتمام العالمي بقضايا المرأة، تبنت كثير من الأحزاب السودانية مشاكل المرأة من تعليم ورعاية صحية مناصرة لها أحيانا وأحيانا أخري تتخذها وسيلة لأبتزاز النظام وبمجرد تحقيق مطالبها تذهب المطالبات بالأهتمام بالمرأة الي مزبلة التاريخ.
المرأة سياسياً:
لعبت المرأة دوراً كبيراً في الحياة السياسية وقد أقرت أتفاقية السلام الشامل التي وقعها المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية للمرأة ببعض حقوقها وبنص الدستور بنسبة 25% تمت زيادتها فيما بعد الي 30% وتطبيق ذلك في أنتخابات 2015م الأخيرة،ورغم هذه المكاسب التي حققتها المرأة السودانية الأ أنها تطمح الي المزيد من الأعتراف بجدارتها سواء داخل أحزابها أو الحكومة،وفي أخر أنتخابات طالب عدد من نساء الوطني بأن تتبوأ المرأة منصب الوالي،ولأول في تاريخ البرلمان يتم تعيين أمرأتين في منصب نائبي الرئيس، فالثقل السياسي للمرأة السودانية لا تنكره الأحزاب ولكنها تتحايل عليه بالقوانين وجعلها تدور في فلكها الحزبي، وعدم أعطاءها فرصه لتكوين حزب نسائي خاص بها، كما تقلدت المرأة رئاسة الحزب وهذا لم يأت بين ليلة وضحاها فقد كانت هاله حق نموذجا للأنثي ولا دست رجال عندما تولت رئاسة حزب حركة القوي الديمقراطية الجديدة ، وبالمثل كانت سارة نقد اللة ومريم المنصوره ثنائي السياسه في حزب الأمة نائبتين عن الأمام في شئون الحزب والبلد.
الرفيقات يهنئن:
وفي بيان تحصلت (الوان) علي نسخة منه هنأ الحزب الشيوعي نساء السودان بقوله (نساء السودان يعملن بجسارة وصبر في كل المواقع يقدمن يومياً التضحيات في الطريق نحو دولة المواطنة والعدالة،وأسهامهن في التعبير عن الضيق الاقتصادي والمعاناة اليومية للحصول علي الخدمات الاساسية والحياة الكريمة،ومن واقع الحياة المأزوم في البلاد حاجتنا ماسة للمساعدة المسؤولة من أجل العيش الكريم في أمن وسلام،ونحن في الحزب الشيوعي ندعوا الاحزاب السودانية وقوي المجتمع المدني من أجل استفادة النساء من القرار (1325) الخاص بالامن والسلم واوضاع النساء والفتيات أثناء النزاعات،بالاضافة الي أطلاق حملة (امرأة من اجل السلام).
المنصورة تهنئ:
وبلغة شعرية عممت نائبة رئيس حزب الامة القومي بياناً هنأت فيه رفيقاتها وحبيباتها بمناسبة يومها العالمي،قالت فيه (كل عام وأنتن بخير وفي حيوية حضوركن… الاقوي والاجمل فعلكن…الامضي تأثيراً ..الاكثر بقاءً .. الأمتن بناءاً والاعمق .. في يوم الاحتفاء بك ايتها الحبيبة، بها أختنا بي (المرأة)،بنا نحن (النساء)، اقول لك شكراً لكونك أنت في كل مراحل العمر،طفلة،شابة،كهلة،أوشيخة ، اينما كنت في رحاب العالم،كيفما تجلي وجودك وعطاؤك ولك العرفان والتقدير يلفهما الحب وصالح الدعوات بأن يقويك الله ويسعدك ويرضيك).
العبرة بالخواتيم:
وفي حديث سابق لـ(الوان) قالت الاعلامية أمال عباس أن المرأة السودانية علي مدي تاريخها الطويل قد مارست حقوقها السياسية في الحقب التاريخية ، فنصبت علي عدد من الممالك المروية،أما في العصر الحديث فقد ناضلت المرأة وأنتصرت في أكتوبر خاصه أنتخابات 53 والتي نالت فيها حقها في التصويت وحرية التعبير،مضيفة أن المطالبات بحقوق المرأة عالميا أنتظمت بالدعوة التي طالبت بها الأمم المتحدة بالأهتمام بوضع المرأة ومناقشة قضاياها ومنذ عام 1975م حددت الأمم المتحدة يوما للأحتفال بها ، مشيرة الي أن ليس المهم أخذ الحقوق كشعارات ولكن العبرة في تطبيق محتواها علي أرض الواقع مؤكدة علي أن يكون تمثيل المرأة في الأحزاب والمناصب الحكومية حقيقي وليس صوري أو تمومة جرتق ، وأن تكون مشاركة في صناعة القرار ، وأعتبرت أن نسبة 30% التي منحها الدستور للمرأة والزم بها الأحزاب تحتاج الي أن تمارس شكلا ومضمونا .
الخرطوم:عايدة سعد
صحيفة ألوان