لا يخفي عضو لجنة الحوار الوطني العليا عن حزب المنبر الديمقراطي القومي بالسودان مخاوفه من تأثير غياب الترابي على الحوار الوطني ومخرجاته، ويقول فيصل ياسين إن الراحل كان بمثابة صمام أمان للأحزاب التي قبلت الحوار.
لم يمض على وفاة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي إلا ساعات حتى تساءل متابعون عن مستقبل الحوار السياسي في السودان بعد رحيل الرجل كونه القطب الأبرز والمؤيد الأكبر لدعوة الحوار والتصالح في البلاد.
وينظر هؤلاء خصوصا بعين الاعتبار إلى أن الترابي كان من أبرز الضامنين لبعض المشاركين في الحوار مثل الحركات المسلحة، وبعض الشخصيات التي ظلت تعارض الحكومة من خارج البلاد.
وفي المقابل، يتخوف آخرون من تراجع الحكومة عن مخرجات الحوار وعدم الالتزام بوعدها بتأمين عودة أولئك المشاركين إلى مناطقهم في دارفور أو خارج البلاد.
ياسين: الترابي كان صمام أمان (الجزيرة)
قرارات شجاعة
ولعل هذا مما دفع الأمين العام الجديد للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي للتأكيد على استمرار حزبه في الحوار الوطني “بذات النهج الذي بدأه” مشددا على أن حزبه ضد حمل السلاح أو إحداث التغيير بالقوة العسكرية.
وخلال تأبين الترابي أمس الاثنين، دعا السنوسي رئيس البلاد عمر البشير -الذي يتولى أيضا رئاسة المؤتمر الوطني- إلى “اتخاذ قرارات شجاعة وجادة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي لا سبيل بدونه لمعالجة الأزمات السودانية”.
لكن عضو لجنة الحوار الوطني العليا عن حزب المنبر الديمقراطي القومي عبر عن مخاوفه من تأثير غياب الترابي على عملية الحوار الوطني أو على مخرجاتها، وقال فيصل ياسين للجزيرة نت إن الرجل كان يمثل لدى الأحزاب التي قبلت الحوار صمام أمان “لأنه هو من شكل الأرضية التي قام على أساسها الحوار، ودعم بشدة إنجاح العملية والتفاف القوى السياسية حولها”.
في المقابل، فإن إسماعيل الحاج موسى (عضو المكتب القيادي لـ حزب المؤتمر الوطني) يستبعد تأثير رحيل الترابي على مستقبل الحوار الوطني أو على وصول أهداف الحوار إلى غاياتها، مضيفا أن الحوار قطع أشواطا بعيدة واقترب من الوصول إلى محطته الأخيرة وأنه “قائم على أسس متفق عليها بين القوى السياسية من بينها المؤتمر الشعبي كحزب سياسي”.
التجاني: غياب الترابي سيترك أثرا كبيرا على الحوار (الجزيرة)
لا تراجع
ويتمسك موسى -في تعليقه للجزيرة نت- باستبعاد إمكانية التراجع الحكومي عن مخرجات الحوار الوطني، ويضيف أنه “من المؤكد أنه سيمضي إلى نهاياته إكراما وتأكيدا لوعد قطعه رئيس الجمهورية”.
أما مساعد رئيس حزب العدالة وممثله بلجنة الهوية الوطنية بالحوار الوطني، فيستبعد أي تأثير سالب لرحيل الترابي على عملية الحوار الوطني لأنه -برأيه- مفهوم ارتضته كيانات مختلفة “لحلحلة أزمة السودان”.
ويضيف عبد الله عبد الهادي عبد الله أن الشعبي بزعامة الترابي لم يكن عراب الحوار الوطني ولا صاحب المظلة الأكبر فيه “وبالتالي لم تكن له إلا إسهاماته القيمة والمقدرة والتي جاءت بمفهوم جديد خلاف ما كنا نعرفه من الإسلاميين”.
شكوك وهواجس
وبين تخوف بعض المشاركين في عملية الحوار من ظلمة مستقبله ومحاولة المؤتمر الوطني إبعاد تلك الشكوك والهواجس، لا يستبعد محللون سياسيون تأثير غياب الترابي على مستقبل الحوار الوطني “كونه من الضامنين الرئيسيين لنجاحه”.
فأستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية راشد التجاني يعتقد أن غياب الترابي سيترك أثرا كبيرا على مستقبل الحوار، ويشير -في تعليقه للجزيرة نت- إلى أنه هو من دفع حزبه المؤتمر الشعبي للاستمرار في الحوار مهما كانت الصعوبات والعقبات التي تواجهه.
ووفق التجاني فإن كافة الاحتمالات ستظل مفتوحة بغياب الترابي ومدى إمكانية استمرار المؤتمر الشعبي بعملية الحوار من عدمه، منبها لعدم وضوح موقف القيادة الجديدة للحزب من الحوار، ومدى حماسها للاستمرار فيه، أو حتى إيمانها بأن الحوار هو الطريق الأمثل والأنسب لحل أزمات البلاد.
عماد عبد الهادي-الخرطوم
الجزيرة نت