خطرت لي فكرة هذا المقال نتيجة لتعليق احد اصدقائي الاسفيريين على مقال (أغاني المايكرويف )..كان تعليقه ان أغاني البيئات المستقرة تفتقر الى القوة لان من كتبها أغلبهن نساء …اذكر انني رددت عليه قائلة (بالعكس أغلب شعر الحنين كتبه رجال بينما غالبية قصائد الحماسة من تأليف النساء)…اكتشاف وليد اللحظة ..اكتشفت ان احدى النساء هي التي قالت (انا ليهم بقول كلام ..دخلوها وصقيرها حام ) وهي زينب بت بابكر شاعرة ام مغد …وان رقية بت حبوبة هي مؤلفة (هزيت البلد من اليمن للشام ..سيفك للفقر قلام )..وان مستورة بت كوكو هي شاعرة (عشميق الأصم )…وغيرهن كثيرات ممن الهبن المشاعر ..واثرين التراث بشعر الحماسة… الشهادة لله قد أذهلتني هذه المعلومات …اتضح ان بنا (نحن حاملات الاكس كروموسوم السوداني ) ..ميلا خفيا للدماء وحبا ازليا لوصف المعارك بدون ان ينتابنا الخوف او حتى تهتز لنا شعرة ….كذلك يمكننا نظم كلمات يصعب حتى قولها بدون وجود حافز داخلي دفين …هل تمعنتم في قول الشاعرة بنونة بت المك في قصيدتها الشهيرة (ماهو الفافنوس ..ما هو الغليد البوص) ..تقول بنونة بت المك (احي علي سيفه البحد الروس )…تتحسر على سيف اخيها الذي مات في فراشه وهو الفارس الذي لا يشق له غبار …بل حتى في المدح ..مدح النساء غير ..انظر الى شعر ..كلتوم محمد عبد الرازق في اغنية (خال فاطنة) الشهيرة (اب كريق في اللجج ..سدر حبس الفجج ..عشميق حبل الوجج ..انا ابوي مقلام الحجج)..(الابيات السابقة نطرحها كمسابقة للتفسير )…مقلام الحجج ..قلام الفقر ..السيف البسوي التح …عبارات ..دموية ..دراكولية ..مخيفة تستخدمها نساء بلادي ..كدا عادي ..وكأنهن يضعن مكياج الصباح ..أو يمارسن التسوق بكل أريحية …يبدو ان هناك قوة كامنة وتعطش للدماء ..ومقدرة خفية على خوض الصعاب متواجدة منذ الازل في الجينات الوراثية لنساء السودان ..لكن المدنية قد فعلت فعلها واصبح الانتقام من الرجل ..لا يتعدى (رشة موية الفول الساخن) ..او تلفون صغير للشرطة للابلاغ عن (حيازة مخدرات ) ..اما عزيزنا الرجل السوداني فقد اتضح انه مظلوم من قبل بنات حواء ظلم الحسن والحسين ..فقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه انسان مسالم ..ليس بدراكولا ..و.لا يعشق الدماء .. ولا يفكر في الانتقام ..الا بادخال السعادة على قلب امراة اخرى من بنات جنسك ..فيتزوجها عليك ..فقط لا غير …يبقى بعد هذا الاكتشاف المرعب لسعدية النكدية ..ندعو رجال السودان بكل هدوء الى البعد عن الشر والاكتفاء بالغناء له ..اما دراكولات بلادي .. أقصد بنات امي ..حبيبات قساي ..رجاء شاركنني ترديد هذه الاغنية في يوم المرأة العالمي مع مسجل ادم (ما قالوا عليك حنين ..بس نان ..وينها الحنية ..لا بتسأل يوم عن حالي ..لا تشوف الباقي علي )
د. ناهد قرناص