أمثاله من أفذاذ الفكر الإنساني لا يموتون ..
* فهم يخلدون ذواتهم بما أحدثوا من تأثير يظل باقياً” أبد الدهر ..
* بل هم يقهرون الموت فلا يأخذ منهم ما يجعل صلتهم بالدنيا صلة ماض ..
* فهم أحياء يمشون بين الناس بآرائهم وأفكارهم واجتهاداتهم و(حكاياتهم) ..
* والترابي كانت له (حكاية) فصولها أكثر طولاً” من حكاوى ألف ليلة وليلة ..
* ثم هي أشد منها غرابة وتشويقاً “وإضحاكاً” وإيلاماً ” و(خيالاً) ..
* كان من الذين قل أن تجود أرحام النساء بمثلهم ..
* من الذين لا تكثر نماذجهم وسط الشعوب إلا قليلا ..
* من الذين يفرضون أنفسهم على صحائف التأريخ فرضاً” فلا تنمحي أسماؤهم ..
* من الذين يختلف الناس إزاءهم – سلباً” وإيجاباً”- ولكن يعترفون بتميزهم ..
* ومن غرائب الصدف أنني كدت أن أكتب عن (نبوءة) له يوم موته ذاته ..
* أو بالأحرى كدت أن أعيد نشر نبوءته هذه استجابة لطلب قارئ قبل وفاته بيوم ..
* قال إنه (يحس) بضرورة نفض غبار النسيان عن كلمتنا هذه لتبعث حية” يوم (السبت) ..
* ثم ندمت إذ لم أفعل وأنا أتلقى نبأ رحيله المفاجئ هنا في القاهرة ..
* أما النبوءة فهي عن شيء سوف يحدث إن لم تأخذ الحكومة بنصيحته في أمر ما ..
* شيء لم يشر إلى كنهه ولكنه قال إنه لا يخامره شك بوقوعه (بعد حين) ..
* والأمر الـ (ما) هذا الذي تحدث عنه ربما يكون هو الحوار الوطني الراهن ..
* وربما يكون نصيحة أسر بها إلى (البعض) بعيداً” عن أعين – وسمع- أجهزة الإعلام ..
* وربما يكون تجديداً” لدعوته القديمة بضرورة التحول (الذاتي) نحو الديمقراطية قبل فوات الأوان ..
* وكاتب هذه السطور كان الأكثر تواصلاً” (صحفياً) مع الترابي منذ المفاصلة ..
* وما أفضى به إليه من (أشياء) ليست للنشر أكثر من التي نشرها على لسانه ..
* أشياء منها ما هو خاص ببعض (مفارقات) تدابير انقلاب يونيو ..
* ومنها ما هو خاص باجتماع جنيفا بينه وبين الصادق المهدي ..
* ومنها ما هو خاص بمحاولة اغتيال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ..
* والآن إذ رحل بجسده فقد بقيت أسراره هذه تعتمل في نفسي (الأمارة بالنشر) ..
* وبقيت اجتهاداته ومجاهداته وجهوده وجهاد عقله الوقاد ..
* وبقيت سيرته الناصعة بيضاء من كل سوء وحسد ودنس و (فساد) ..
* وبقيت ذريته التي نأى كل فرد منها -رغم التفرد- عن العيش في (جلباب أبيه) ..
* وبقيت -أولاً” وأخيراً” -(النبوءة !!!) .