العديد من التساؤلات حول الاعتداءات التي تحدث من فترة لأخرى ويكون أبطالها طلاب وأساتذة ومسرحها جامعة من جامعاتنا المنتشرة سواء الحكومية او خاصة، جرس انذار مبكر وربما يصبح لخطر مسيطرا على سوح العلم والمعرفة حاولت ان اجد سببا وجيها ومقنعا وأنا أتحول في عدد من الجامعات التي شهدت واقعة الاعتداء هذه، جلست (السوداني) إلى مجموعة من الطلاب والطالبات وفي نقاش احتمال اكثر من رأي كانت مخرجاته الأولية تشير الي غياب شخصية الاستاذ وكاريزما المهنة، ويأتي الانتماء السياسي كجزء مكمل للعملية والجانب الاكاديمي المتعلق بنتيجة الامتحانات والشبهات التي حولها مثيرة لكوامن الغضب واحتلت البيئة الجامعية ومؤثراتها موقعها في انها احد الاسباب التي تقود لحالة العنف. (السوداني) اخذت هذه المخرجات وذهبت بها الي جهات مختصة ومهتمة بالعنف الطلابي وجاءت قراءاتهم في اكثر من اتجاه.
باحث علم الاجتماع السياسي وليد الطيب يقول: ظاهرة العدوان على اساتذة الجامعة هي احد اوجه ظاهرة العنف في مجتمعنا السوداني هي ظاهرة تمثلت في العنف السياسي كما في حرب دارفور او العنف الاسري وكانت اتجاهات العنف الطلابي تتنوع بين عنف طلاب ضد طلاب او طلاب ضد الادارة ومؤسسات الدولة او الحكومة كالشرطة وغيرها، وتعود اسباب العنف في الجامعات الي سياسية او دينية وتطور العنف ضد ادارة الجامعة واساتذتها يجب ان يفهم في اطار هذين السببين مضاف اليه التداخل بين دور الاستاذ الاكاديمي وانتمائه الفكري او السياسي لان انخراط الاستاذ باي مقدار في النشاط السياسي سيجعله طرفا في علاقة العنف هذه.
ويمضي الطيب في قراءته للاعتداء على الاساتذة بقوله: لمعالجة هذه الظاهرة لابد من اعادة الاعتبار لمكانة ادارة الجامعة ووعي الطلاب والمجتمع الجامعي ككل وذلك من خلال انتخاب مدير الجامعة انتخابا حرا يشاركه كل من يحمل درجة البروفيسور ثم يصادق على ذلك رئيس الجمهورية كما هو الحال في الجامعات التركية مثلا وهذا الانتخاب يوفر تضامنا في القيادات الاكاديمية وينعكس ذلك ايجابا على المناخ الجامعي.
لابد من القضاء على حواضن العنف في الجامعات التي تستخدمها بعض التنظيمات الطلابية وهي مقرات داخل مؤسسات الجامعات كما يجب تحديث نظم داخليات الطلاب بحيث لا يسمح بالدخول لغير الساكنين في المجمع بأنظمة حديثة كنظام البصمة وغيرها.
الباحثة الاجتماعية د.حنان ابراهيم تقول: اصبح العنف من قبل الطالب تجاه استاذه لهم مشكلة تؤرق الكثيرين، ويتضمن هذا الاعتداء ابعاداً تربوية امنية نفسية اجتماعية ترتبط بالبيئة التي عاش فيها الطالب، حيث عادة ما يحاول التعبير عن مشاعر النقص التي يعانيها وذلك من خلال غياب النضج في الشخصية والعجز عن مسايرة الآخرين وعدم الكفاءة في التعامل اللحظي مع ما يحدث من تفاصيل وبالنظر للمتغيرات التي حدثت في مجتمعنا السوداني والانفتاح والتواصل الذي حدث لمجتمعنا والتباين الحياتي، والوجود الأجنبي اصبحت جميعها ذات تأثير سلبي على البيئة الاجتماعية وهذه كلها عوامل تؤثر بصورة كبيرة على سلوكيات الكثيرين وعلى البيئة الجامعية وما حدث فيها من تغيير وغياب الانشطة ووجود التيارات المتضاربة والافكار السلبية وعدم قبول الاخر.
وتواصل الباحثة حنان بقولها: هنالك اسباب تتعلق بالبيئة الجامعية والمناخ السائد فيها يؤثر سلباً في نقص الارشاد والوعي الطلابي وغياب المرصد في المؤسسات التعليمية، وللاعلام دور ما في انتشار هذه الظاهرة، للاختزان في الذاكرة الكثير مع مراعاة المرحلة العمرية للطالب الجامعي احيانا كثير منهم مراهقون وهناك ايضا اسباب نفسية تؤدي الي هذه الظاهرة اضطراب العلاقة الوالدية منذ الصغر مما يأتي بسلوك لاثبات الذكورية وتحقيق الذات، ولا ننسى تأثير الرفاق في السلوكيات ويحدث نوع من الفشل في تحقيق التوافق النفسي له واكتظاظ الجامعات والتزاحم يؤثر على الاستجابة الفورية للعدائية.
وعلى الاسرة مراجعة التطورات المتلاحقة لسلوكيات ابنائئها وتربيتهم على مبدأ احترام الاستاذ مما نضمن نهوضا مجتمعيا وسلوكي تعلو فيه كل القيم الاخلاقية والموضوعية لاحترام الاستاذ وتقديره.
شيراز سيف الدين
صحيفة السوداني