سأبوح بسر في ذكرى وفاة الشيخ الفاضل الدكتور حسن الترابي
لقد التقيته في زيارة عام 2012م في اليوم التالي لإعلان جماعة الإخوان الدفع بمحمد مرسي لرئاسة الجمهورية بعد أن رفضت أوراق خيرت الشاطر كان اللقاء بيني و بين الشيخ عاصفاً جدا و لا أخفي أنني حاولت تسجيل اللقاء للذكرى و لكن هناك من قام بمسح التسجيل ربما لأنه لا يريد أن يخرج كلام الشيخ خارج أسوار ذلك اللقاء العاصف
تحدثت مع الشيخ مطولا عن الإخوان و الإسلاميين و الفكر الإسلامي ثم ناقشته في أفكاره و فتاوييه واحدة تلو الأخرى
أما عن الإخوان فلا أخفي أنه شتمهم و أهانهم أمامي ثم حكى لي ما فعله محمود عزت و محمود غزلان عند استقباله في 2011م و أنهم لم يستمعوا لنصائحه لأن النظام السوداني طلب منهم صراحة عدم دعم الترابي الذي بينه و بين البشير و حكومته ما صنع الحداد و أكثر شئ أذكره في كلامه رحمه الله أنه قال أنا حذرتهم من الجيش و قلت لهم الجيش سينقلب عليكم لا ترشحوا شخصا لرئاسة الجمهورية و لا تدعموا أي شخص مقرب منكم بل ادعموا مرشح مستقل ، و قال لي كذلك هل تعرف يا ولدي ماذا ردوا علي قلت لا يا شيخ حسن فقال لي : لقد قالوا لي يا شيخ حسن أنت لا تعرف مصر جيدا و الجيش في مصر يختلف عن الجزائر و السودان فالجيش هنا جيش وطني حقيقي و لا يعرف الإنقلابات العسكرية ثم ضحك الشيخ و قال لي يبدو أنهم قالوا ” من هذا الترابي البواب حتى يحذرنا من العسكر “.
ناقشت الشيخ عن فتاويه كلها فتوى تلو فتوى و اتفقت معه و أختلفت لكن أشهد الله أنه تأدب معي بأفضل الأدب حتى أحرجني و قلت له يا شيخ حسن ما كنت أظنك واسع الصدر هكذا
و هذا من سوء أدبي سامحني الله و غفر لي فقال لي
ثم دلفت أقرأ للشيخ ما كتبه في نقده الباحث المصري حسام تمام رحمه الله و ما كتبه حيدر إبراهيم و سمعت أرائه و إحابته و كانت هادئة و كانت اجابات محامي متمرس
أخيرا قال لي يا ولدي سأنصحك نصيحة أقرأ الفكر الغربي و المسرح الغربي و اسمع الفنون و شاهد السينما و لا تنعزل عن العالم في عالم الكتب الأصولية و الجدلات العقائدية و مناظرات المتكلمين الإسلامية و قال لي تعلم اللغات و خصوصا الفرنسية إلى جانب الإنجليزية و حاول أن تسافر و تختلط بالشعوب و تدبر آيات القرآن ستجد الحق و العدل و ستجد الإختلاف الكامل بين ما يدعو إليه القرآن و ما يدعو إليه السلطان
شهادتي على الترابي
بقلم
وائل علي