توفي زعيم حزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي مساء السبت عن عمر ناهز الـ 84 عاما بعد تعرضه لنوبة هبوط قلبية مفاجئة نقل على أثرها إلى مستشفى رويال كير ، وفي وقت كشف فيه أطباء معالجون أن أسباب الوفاة تعود إلى إصابته بذبحة صدرية لضعف في عضلة القلب وتضرر ثلاثة شرايين ، وتقرر تشييع جثمان الراحل في الثامنة من صباح اليوم بمقابر بري الشريف في وقت أعربت فيه أسرة الفقيد عن أملها في تحقيق أمنيته الأخيرة بوصول الحوار إلى نهاياته كوفاء له .
وحضر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وكبار مسؤولي الحكومة وحزب المؤتمر الوطني إلى المستشفى منذ وقت مبكر ، كما تقاطرت جموع كبيرة من قيادات المؤتمر الشعبي وأفراد عائلة الترابي وأقاربه .
ودخل الترابي للمستشفى حوالي الساعة الحادية عشرة ظهرا وهو مغمى عليه وقلبه متوقف عن العمل ليتم إدخاله مباشرة لغرفة العناية المركزة بالمستشفى وبدأت رحله إنعاشه بواسطة الصدمات الكهربائية ، بحسب أحد الأطباء المعالجين مشيرا إلى أن قلبه عاد للعمل من جديد لكن دماغه ظل متوقفا حيث أن حالة فقدان الوعي قبيل وصوله للمستشفى جعلت الدم يتوقف من الوصول للمخ وأدت لاحقا لإضاعة كثير من فرص الإنقاذ ، وقال إن الفريق الذي كان يتابع حالته في غرفة العناية المكثفة أجرى اتصالا بالاختصاصي الذي تابع معه في آخر وعكة ألمت بالرجل في العاصمة القطرية الدوحة قبل فترة قصيرة وتم التعرف غلى تاريخه المرضي وأن هنالك ضيقا في ثلاثة شرايين بالقلب بجانب ضعف في عضلات القلب .
وأضاف أن الأطباء بقطر قاموا بعمل قسطرة له في القلب مشيرين لضرورة الحذر في التعامل مع الوضع لأن الشرايين ضعيفة وأثرت على عضلة القلب كثيرا ، لذلك كان الوضع بالغ في الخطورة في كيفية التعامل مع الحالة .
وأشار الطبيب المعالج إلى أن المرافقين للترابي قالوا لهم إنه لم تظهر عليه أيه علامات خلال اليوم أو اليوم السابق حيث كان في قمة حيويته .
فقدان الأكسجين
يواصل الطبيب الذي كان ضمن الفريق الطبي الذي أشرف على محاولة إنقاذ حياة الترابي داخل غرفة العناية المركزة أن الفترة التي كان بها الترابي غائبا عن الوعي خارج المستشفى وعدم اكتشاف حالة الإغماءة بسرعة كافية أثر كثيرا على محاولات إنقاذه ، حيث بدأ العمل بإعادة القلب للعمل عبر الصدمات الكهربائية بجانب العمل على اكتشاف حجم الضرر الذي أصاب قلبه بجانب عدم وصول الدم للرأس كان مشكلة كبيرة وتحديا للأطباء .
وبعد جهد كبير تمت إعادة القلب للعمل وبدأت عملية تنفس الصناعي ولكن المحاولات فشلت في إعادته للوعي حيث كان الجهد في عدم إطالة هذه الفترة .
يقول الطبيب إن القلب عاد يعمل بعد جهود استمرت لمدة أربع ساعات بجانب التنفس الصناعي ولكنه لم يرجع للوعي .
آخر اللحظات
يقول الطبيب أن أسباب الوفاة تنحصر في ضعف عضلات القلب وتضرر ثلاثة شرايين وأضاف ” غالبا ذبحة بجانب إغلاق الثلاثة شرايين وعدم وصول الأوكسجين للرأس في الوقت المناسب ” .
آخر كلمات الطبيب يقول إن آخر الخيارات التي توفرت لهم داخل غرفة العناية المركزة هي السعي لإجراء عملية قسطرة بالقلب ، لكن التقرير الذي قدم من طبيبه المعالج من قطر كان مخيبا للآمال ، حيث قال إنه لا توجد طريقة لعملية إعادة تروية للقلب لا بالقسطرة العلاجية ولا بجراحة لزراعة شرايين .
مع آذان المغرب فارقت روحه وأعلنت داخل غرفة العناية المكثفة وفاة حسن عبدالله الترابي .
خالد أحمد
صحيفة السوداني