تهدد خطورة مواد كيميائية تستخدم في مصنع لمعالجة النفط في ولاية الوحدة جنوب السودان 180 ألف شخص بالإصابة بالتسمم، وفق ما أعلنت جمعية ألمانية وما أكده علماء مستقلون.
أفادت جمعية “بادرة الأمل” الألمانية أن المواد الكيميائية المستخدمة في مصنع لمعالجة النفط في ولاية الوحدة الشمالية في جنوب السودان تسببت بإصابة السكان الذين يعيشون حوله بالتسمم الذي يشكل خطرا جديا على 180 ألف شخص.
وأعلن نائب رئيس الجمعية كلاوس ستيغليتز في بيان الجمعة أن السكان الذين يعيشون حول مصنع ثار جاث “مصابون بمستوى مرتفع من التسمم بمواد ملوثة مثل الرصاص والباريوم. هناك صلة مباشرة بين إصابة الناس بالتلوث وأنشطة الصناعة النفطية في المنطقة”.
ويحدث التسمم عن طريق المياه الملوثة التي يشربها السكان، وفق البيان. وبينت الأبحاث أن المياه الجوفية في منطقة واسعة تحاذي سبخات النيل الأبيض ملوثة جراء “التسريب البطيء للمياه المالحة المتبقية عن معالجة الخام”.
واتهمت المنظمة الشركات النفطية التي لا تتخذ أي تدبير لتفادي ضخ المضافات الكيميائية في التربة أو لمعالجة المياه المستعملة.
باحثون مستقلون يؤكدون المخاطر
وطلبت المنظمة من عالمين مستقلين في السميات فحص عينات دم من 96 متطوعا من ولايتي الوحدة والبحيرات (وسط البلاد).
وقال أحدهما وهو البروفسور فريتز براغست من قسم السميات في مستشفى “تشاريتي” في برلين “يمكننا أن نستخلص في ما يتعلق بالرصاص والباريوم أن هناك أسبابا تدعو للقلق بشأن تأثيرهما على الصحة في بلدات كوش ولير ونيال”.
وأضاف أن “نسبة الرصاص لدى المتطوعين من كوش بشكل خاص تصل إلى مستوى شبيه بذاك الموجود في مناطق استغلال المناجم الملوثة ومناطق تحويل المعادن”.
وتقل نسبة التلوث مع الابتعاد عن المنطقة النفطية المجاورة لمستنقع السد وهي أكبر منطقة سبخات في العالم وتعيش فيها أنواع عديدة من الطيور ونبات البردى والنباتات المائية.
وقال الخبير الثاني الدكتور كلاوس-ديتريش رونوي من معهد الطب الوظيفي والصحة البيئية في ولفهاغن إن نسب تركيز الباريوم والرصاص “تهدد حياة” المصابين.
ورغم العدد القليل من العينات إلا أن النتائج المتطابقة تتيح الافتراض بأن الأمر ينطبق على قسم كبير من سكان المنطقة وعددهم نحو 180 ألف شخص.
وقالت الجمعية إنها أبلغت السلطات المعنية في جنوب السودان وأنه ينبغي “إبلاغ السكان بالوضع الصحي والعلاج المتوفر” وفق رئيس الجمعية ريموند روبلت.
ودعت الجمعية السلطات إلى التحرك “فورا” لمساعدة السكان الذين يعانون من التلوث من خلال توفير مياه صالحة للشرب إلى حين توفير العلاج الطبي.
فرانس 24 / أ ف ب