د. نادية الخالدي : مافائدة اسمك؟

دون اسم نأتي وبلا اسم نغادر.. نبدأ بـ “هاتوا الجنين ونغادر بهاتوا الجثة”، وبين تلك البداية والنهاية الحتمية مسافة زمنية قصيرة جدا ندعى بها بأسمائنا.. “أسماء الدنيا ماذا قدمنا لها؟”.. جملة استوقفتني كثيرا عندما توفيت أغلى إنسانة عندي وهي جدتي.. كانت جملة عادية تكاد تزعجني بتكرارها كل يوم، إلا أنها حتما اليوم استوقفتني.. نعم إنه يوم 19 / 11 / 2015، استوقفتني جملة ما فائدة اسمك؟ التي كانت دائما ترددها علي.. فقد كانت رحمها الله تصف الاسم بالبر الأبدي.. الاستثمار الحياتي الرابح لا محالة مدى الحياة، فقد كانت تعلمني أن اسمي هو الباقي في الدنيا، ليس لحقيقة البقاء كما كنت أفهم في السابق، لا، بل حقيقة الأداء، حقيقة العطاء.. حقيقة ماذا قدمت؟ ولمن؟ والأهم من كل ذلك ألا أنتظر عطاء.. كانت تردد كل يوم هذه الجملة، لن تبقى لك سوى دعوات الناس الذين أحبوك حقا.. إنجازات حملت اسمك.. دعوات للناس الذين قدمت لهم.. دعوات الناس الذين لم تلتفتي لهم حتى لتسمعي كلمة شكرا.. وبعد أن عادت روحها لبارئها تعلمت هذا الدرس بشكل ممتاز، بعد أن كنت مجرد جيدة به.. رأيت برها في الحياة حب الكثير.. انفعال الكثير ودعاء الكثير والكثير والكثير.. اللهم ارحم من لم يتجرأ أن يناصفها حبي.. اللهم استقبلها استقبالا رحيما كما رحمتنا ونحن صغار.. واغفر لها باسمك الكريم ما قدمت.. ومن واسع قدرتك قدر لها مكانة عظيمة بقربك..

أما بعد.. استوقف نفسك عزيزي القارئ لترى ماذا قدمت لاسمك؟

Exit mobile version