أم بحتي

عملت خلال الأيام الماضية على تنظيف أرض زراعية على شاطي النيل وهناك تتبعت حبوبة لي تعرف حدود الحبال وتحفظ أماكن الحجارة التي تعلّم الحدود ولو أخذه بعض شباب الرحلات لجعله (لداية) أو ثالثة الأثافي والأحجار هذه يعود غرسها للعام 1917- زمن وعد بلفور- حملت بالجمال بمعية الإنجليز من ما وراء كبري الحرية حتى مثواها الأخير غرب حديقة الكلاكلات… كان هناك بعض شجرة ضخمة مقطوعة وهي ستعيق بلا شك المحراث فأشاروا لي باستجلاب ناس (أم بحتي) استغربت الاسم ولاح لي قريباً من مرقنبو قرنبو الشهيرة….لكني علمت منهم أن أم بحتي هذا اسم وهو كنية أقرب منه لاسم لعمال يخرجون الجزع من جزوره ويطلعون لسان الأشجار من لغاليغو…
لا يستخدمون في ذلك القلع أدوات حديثة أسوة بطبيب أسنان ربما في الخرطوم ..بل أدوات يدوية بسيطة وصبر طويل ويحيطون بالجزع إحاطة الغلاء بالمواطن-السوار بالمعصم سابقاً-ويحفرون حوله كما تفعل أمريكا بالأنظمة في العالم الثالث ثم يخرجونه من الأرض ..وثمن إخراجه هو أن تتركه لهم يبيعونه فحماً أو حطبًا فرمضان على الأبواب والحلو مر يحتاج إلى حطب مر….
بعض المشاكل عندنا تحتاج إلى أهل أم بحتي هؤلاء حتى لا يبقوا فيها ما ينبت من جديد …ولكن لا يملك أهل الحل عندنا صبرا يبل الآبري.. أو كما حكي لي أحد الأصدقاء ممن يعملون في وزارة البني التحتية عن كبري الدباسين أو العزوزاب أو الكلاكلات أيها أصح…قال لي إن مقاولاً تركياً كان أن رهن آليات للضمان تبين لاحقاً أنها تتبع للولاية وقال لي (صررنا ببعرنا) وهو مثل يحاكي من دقنو وافتلو…على أن عنترة قال
أنا لا أعرف الكر والفر
ولكن أعرف الحليب والصر

الخلاصة ناس أم بحتي هم أهل المرحلة القادمة في البلاد…لكن. عليهم أن لا يقربوا تلك الشجرة.

Exit mobile version