من أين يأتي الشعر لا أدري أنا
لا حاكم يدري ولا محكوم
ضن القريض وافصدت ألاؤه
وتطاول المنظوم والمزعوم
لا حبره لا بحره لا دره
لا سحره لا سره المختوم
لا شيء يلمع من بوارقه التي
حملت بها كرم القصيد نجوم
*الشاعر الفلسطيني هلال الفارع
* ربما الأقدار وحدها هي التي حملت الشيوعي المخضرم أستاذ الأجيال الأستاذ محجوب محمد صالح إلى (مراجعات).
الأخ الأستاذ الطاهر حسن التوم على شاشة النيل الأزرق ولا أدري منْ أقبل على منْ ولكنّا ركبنا عرضة البحر السواحله السماء.
*كانت حلقة الأمس تنبش (قبور) صدر السبعينيات وتوقظ تاريخ اليسار من مرقده، ذلك مما نسوه وأحصاه الطاهر حسن التوم، لم يبصق الأستاذ محجوب على تاريخه وتاريخ الشيوعيين الذين هم أول من عرف خور عمر، ثقافة الخيران عندما تسد القاعات أمام الوجوه والكيانات.
*ويتساوى اليسار واليمين في المسوغات التي جعلتهم يقلبون الطاولة على الأحزاب الأخرى، فقد أقدم الشيوعيون على انقلابهم الأحمر في عام 1969 عندما طردهم الآخرون من الجمعية التأسيسية، وأقدم الإسلاميون في عام 1989م على انقلابهم الأخضر لما طردهم الآخرون من الحكومة برغم استحقاقاتهم البرلمانية، لما حظي اليسار الذي يملك مقعدين اثنين في ذلك البرلمان بمعظم مقاعد الحكومة.
*احتمى الشيوعيون في ذلك الزمن (بخور عمر)، استعصم الإسلاميون فيما بعد بعمر (صاحب الخور)، فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، وإن حفظ التاريخ للشيوعيي بأنهم أول من (عمل انقلاب) وأول من كمم الأفواه وأمَّم الصحف وصادر الحريات.
*وإن ذكر أدب القتل والاقصاء فيحفظ التاريخ لإخواننا الرفاق (نشيدهم المجزرة ) ذاك..
انت يا مايو الخلاص
يا جداراً من رصاص
انت يا سيف الفدا المسلول
نشق اعدانا عرض وطول
*فاليوم يتباكى اليسار السوداني على ندرة سلعة الحرية في أسواق الإسلاميين، ذات السلعة التي صادرها الشيوعيون في مقبل السبعينيات، لذلك لم تكن في يوم سامفونية (تقييد الحريات) التي برع في عزفها اليسار، لم تكن لتطرب أحداً.. (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم).. وأنتم تتلون كتاب التاريخ كما يفعل أستاذ الجيل الآن محجوب محمد صالح..
*ما أشبه الليلة بالبارحة.. أو قل إن التاريخ يعيد نفسه، كأنما استدار الزمان يوم أن أجهز اليسار على كل مظان ومكامن الحرية، يوم أن أشهر سيفه المسلول ليشق أعداءه عرض وطول.
*لكن ربما كل ذلك كان مقدوراً عليه، لكن المأزق الذي أعنيه اليوم ، ها هو اليمين يصطف من جديد في مصفوفة المؤتمر الوطني الجديدة، الإمام الصادق المهدي مولانا الميرغني وحتى (الأصدقاء الجدد) وأعني المؤتمر الشعبي كلهم قد التحقوا بقاعة الصداقة ليستمعوا (بأدب شديد) لخطاب الرئيس الذي رغم الجدل الذي أثير حول صياغته ولغته إلا أنه أضحى مقبولاً لكل قوى اليمين.
*أخشى أن تصبح المعارضة تتشكل فقط من قوى تحالف اليسار الذي لا يخذله تعدد الأسماء ولا تسعفه الجماهير.
*مخرج.. لن يقبل اليسار أي سقوفات أمل وحريات يصنعها اليمين ولو أتت مبرأة من كل عيب، وهو يريد أكثر من ذلك، يريد التخلص من الوجوه والكوادر والشخوص وإسقاط المرحلة برمتها.
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي