تعود اضطرابات الشعر عند الرضع والأطفال إلى اضطرابات داخلية في نمو الشعر، التهابات جلدية معينة أو إلى امراض عامصة تصيب الجسم عموما حيث تكون اضطرابات نمو الشعر احد الاعراض. قد يصاحب ظهورها استعمال بعض الادوية بشكل مزمن أو بسبب اختلال في مستويات بعض الهرمونات مما قد يؤدي إلى النمو الزائد والشاذ للشعر في أماكن غير مناسبة ويرجع ذلك الى هرمون الأندروجين لنمو الشعر عند الإناث محدثا نقص نمو الشعر اوفقدان الشعر الجزئي أو التام. وقد تكون مترافقة مع ندبات كما في بعض حالات الالتهاب ولكنها قليلة عند الاطفال.
الثعلبة:
تتميز بفقدان سريع وتام للشعر بشكل بقع مدورة أو بيضاوية في فروة الرأس وباقي مواقع الجسم. في الثعلبة الكاملة يفقد الشخص كل شعر الفروة وفي الثعلبة الشاملة يفقد كل شعر الجسم وفروة الرأس. حوالي 60% من المرضى المصابين بالثعلبة أصغر من عمر 20سنة.
مرض الثعلبة مرض غير معد ولا يسبب أي مشكلة صحية او عضوية للمصاب لكنه يحتاج الصبر من المريض ومتابعة طبيبه المعالج واتباع نصائحه.
الاعراض:
تبقى الشعرة في تلك المنطقة ضعيفة بشكل كبير وكذلك عند حواف البقع النشطة، غالباً ما يسقط الشعر وبشد بسيط، وبالفحص تظهر البصيلة بطور التراجع أو تظهر بصيلة ضعيفة وبشكل باهت. يبدو الجلد طبيعياً ضمن المنطقة المصابة .. في المراحل المزمنة يتناقص قطر ألياف الشعر مؤديا إلى تقصف الشعر عموما، تترافق الثعلبة مع أمراض مناعية ذاتية مثل التهاب الغدة الدرقية (مرض هاشيموتو) وداء أديسون وفقر الدم والتهاب القولون التقرحي والضعف العضلي والبهاق. زيادة نسبة حدوث الثعلية مسجلة في مرضى متلازمة داون أو مرض المنغوليا.
الاسباب:
هناك عدة عوامل تؤدي إلى ظهور المرض، لكن السبب غير معروف إلى الآن؛ ومن هذه العوامل:
(1) العامل المناعي: وفيه يقوم الجسم بانتاج اجسام بروتينية مناعية تقوم بمهاجمة الجسم نفسه ومنها بصيلات الشعر حيث تؤدي الى الاضرار بها وبالتالي الى سقوط الشعر.
(2) العامل الوراثي هناك نسبة قد تصل الى 20% توضح ان الطفل المصاب بها قد يورثها او انه قد اكتسبها من احد ابويه.
(3) العامل النفسي. حيث ان ذلك قد يؤدي الى تفاقم الحالة.
وهناك علامات نستطيع بواسطتها تحديد مدة شدة المرض وأيضا مدى الاستجابة للعلاج ومنها:
– سن المريض عند الاصابة فكلما ظهر المرض قبل البلوغ كانت النتائج غير جيدة.
– شدة المرض ومقدار المساحة المصابة.
التشخيص والعلاج
عادة يتم تشخيص الثعلبة في العيادات الخارجية دون الحاجة الى تنويم الطفل ولا تحتاج الى العديد من الفحوصات لتشخيصها. قبل البدء في العلاج يجب طمأنة المريض وبيان ان العامل النفسي مهم جدا لنجاح العلاج وان المعالجة سوف تستغرق وقتا معينا يجب الصبر عليها حيث انه في النهاية سوف نصل الى النتائج المرجوة من نمو الشعر والايحاء للطفل خلال المعالجة ان الشعر ايضا بدأ يزداد وان الحالة بدأت تتحسن بشكل ملحوظ
من الصعب تقييم المعالجة لأن تطور المشكلة معقد ولا يمكن التنبؤ به. استعمال مركبات الكورتيزون الموضعية القوية فعال عند بعض المرضى. الحقن داخل الأدمة للكورتيزون يحفز نمو الشعر موضعياً، ولكن هذا النمط من المعالجة غير عملي عند الأطفال الصغار، أو في حال فقدان كبير للشعر. العلاج العام بالكورتيزون أحياناً يترافق مع نتائج جيدة، ولكن الآثار الجانبية تبقى عائق خطير.
ومن العلاجات الإضافية الفعالة أحياناً الأنترالين والمينو كسيديل الموضعي، قد يفيد البسورالين، وUVA لكن مع تطبيق محدود عند الأطفال.
جريدة الرياض