قال “مبارك الفاضل” في حوار أجري معه مؤخراً بأن الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق (حفر ليه)، بمعنى أن إبعاده من منصب مساعد رئيس الجمهورية كان بسبب الأستاذ “علي عثمان”. إذا سلمنا جدلاً أن الأستاذ “علي عثمان” (حفر) لـ”مبارك الفاضل”، فما هي الفائدة التي أرادها شيخ “علي” من هذا الحفر؟ هل يريد أو يطمع من منصب “مبارك” أم يريد أن يبعد “مبارك” من المنصب؟ فشيخ “علي” في الموقع الثاني في الحكومة وإذا كان يريد (الحفر) كان على الأقل (حفر) لرئيس الجمهورية ليترقى إلى منصب رئيس الجمهورية وليس منصب المساعد، ونحن لا نبرئ الإنقاذ من (الحفر)، فهناك إنقاذيون مهمتهم الحفر إلى أن يجيب الحفر الماء أو الزيت كما يقال.. وهناك شخصيات متفانية في عملها فتم إبعادها بسبب هذا (الحفر) إن كان منظماً أو غير ذلك، فإذا رجعنا إلى الوراء نجد شخصيات كانت ملء السمع والبصر وكان لها دور في الحكومة، وبقدرة قادر أصبحت الآن على الرصيف ولا أحد يسأل عنها.. مثلاً الأستاذ “حامد تورين” وزير التربية الأسبق، فـ”حامد تورين” كان من المعارضين لنظام مايو، وكان قبل سقوط مايو يعمل في بوفيه للفول والطعمية بجريدة “الصحافة” ولم يكتشفه النظام المايوي ولا الصحفيين إلى أن سقط النظام المايوي، فكتب مقالاً رائعاً وأعطاه للأستاذ “نور الدين مدني” وكان وقتها سكرتير تحرير جريدة “الصحافة” في انتفاضة (رجب/ أبريل) 1985.. تولى الأستاذ “حامد تورين” إبان فترة الإنقاذ منصب وزير التربية والتعليم، لكن بعد فترة أصبح خارج الوزارة ولا أحد يعرف عنه شيئاً.
وكذلك اللواء “التجاني آدم الطاهر” وزير الطيران آنذاك كان ملء السمع والبصر، وكل الطائرات التي وقعت في عهده عرضته للمساءلة البرلمانية عندما كان شيخ “حسن” رئيساً للبرلمان.. ظل يدافع عن موقفه، لكن بعدها أصبح على الرصيف، وفي الظل لا أحد يعرف عنه شيئاً ولم يكلف بعدها بأي منصب أو موقع، ولا ندري هل الإبعاد بسبب (الحفر) الإنقاذي أم لأسباب أخرى لا أعتقد الفساد من بينها..!!
أما البروفيسور “مبارك محمد علي المجذوب” وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وأصبح فيما بعد وزير دولة بالتعليم العالي، فقد رضي أن تخفض وظيفته، لكن لا ندري أين ذهب بعد ذلك وأين موقعه؟!
الباشمهندس “محمد حسن الباهي” مدير (جياد) السابق وأول من أنتجت في عهده أسلحة كانت سبباً في قتال (الميل أربعين)، ومن بعد ذلك أصبح مديراً للعملة، يمتاز بالزهد والبساطة والتواضع وخدمة الناس، الآن يجلس على الرصيف ولا ندري أي عمل أوكل له، فهو من القيادات الإسلامية وعرض نفسه للاعتقال إبان الحكم المايوي، أبعد الآن كما أبعدت عناصر مختلفة كان لها دور مهم.. وكذلك اللواء “عبد الكريم” وزير الدولة الأسبق بوزارة الطيران وأوكل له تنفيذ مطار الخرطوم الحديث.. إذا قيل الثورات تأكل بنيها، فهل الإنقاذ تأكل أبناءها؟!!