خالد حسن كسلا : أسوأ من العقوبات الأمريكية

> و هل هي دعوة نابعة عن أخلاق أم هي لغة دبلوماسية أملتها على الوزير الروسي مناسبة معينة؟! حينما يقول وزير خارجية روسيا إنه يدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى رفع العقوبات عن السودان.. فهذا يعني أنه يمثل دولة عادية مثل السودان.
> ومساهمة روسيا في اتجاه رفع العقوبات الأمريكية عن كاهل الشعب السوداني بهذه الطريقة المتواضعة التي لا تكافئ تطاولها على بعض دول العالم مثل أمريكا لن تعني شيئاً.
> والسودان يمكن أن يربح هذه الدعوة الروسية المتواضعة إلى أمريكا مثل دعوات دول العالم الثالث.. فروسيا إن كان لها وزن في الساحة الدولية لدعم الحروب وقتل الشعوب وتدمير بلدانها كما كانت تفعل إلى وقت قريب قبيل الهدنة في سوريا، وكما فعلت في إريتريا حينما دمرت وسحقت مدينة نقفة.. فهي ليست متمكنة من أن تحل مشكلة تقف عليها واشنطن.
> هي يستعان بها فقط للخراب والقتل والتدمير.. لكن هي ليست صاحبة تأثير إيجابي.. والمطلوب منها فقط ألا تتدخل في دول لتقف مع طرف واحد من أطراف الصراع ضد الشعب.
> فهي تظن أن في كل دولة إسلامية «شيشان» بشكل مختلف.. كما كانت تدمر إريتريا أيام الاتحاد السوفيتي باعتبار أنه إقليم «رأسمالي».. والآن يمكن القول إن واشنطن رغم إجرامها أنقذت أخيراً الشعب السوري أو ما تبقى منه من الاعتداءات الروسية الغاشمة التي كان ضحاياها آلاف الاطفال والنساء والشيوخ.
> وروسيا قبل الآن.. فمنذ البداية وقفت إلى جانب مجرمي الحرب في طهران ودمشق وحزب الله.. لتسهم في قتل المدنيين في سوريا لأغراض خاصة بها.. معلومة.
> ونعلم أن العقوبات الأمريكية على الشعب السوداني سيئة جداً.. وظلم وجور لكن ما يمكن أن تفعله روسيا بأي شعب مسلم إذا أتيحت لها الفرصة لهو بالطبع وحسب السوابق أسوأ من العقوبات الأمريكية.. ولا مقارنة.
> و قد استطاع السودان أن يتجاوز مشكلة الحصار الأمريكي بالاعتماد على الصين والخليج ودول أخرى.. لكن سوريا لن تستطيع احتواء آثار التدخل و«التطفل» الروسي.. والغريب أن روسيا لم تتدخل في سوريا من بداية الاعتداء الحكومي الغاشم على الشعب السوري العظيم الذي لا يستحق هذا المصير.
> فقد كان تدخلها متأخراً ليكون في وقت مناسب بالنسبة لها.. وما يجعله مناسباً لها هو أن يبدأ نظام الأسد الطائفي البعثي الفاسق الفاجر الإرهابي بالعدوان السيئ بمعاونة طهران وحزب الله أو بالأحرى حزب «اللاة».
> ثم تأتي روسيا لتجد أن النظام السوري حارب الشعب بالسلاح الكيماوي.. بعدها يبقى العدوان الروسي ضد المدنيين أمراً عادياً. ويشعر السوريون بأن عدوان نظام الاسد أسوأ من العدوان الروسي.
> وروسيا في حجمها الطبيعي ليست في مستوى كثير جداً من الدول بالنسبة للسودان.. فينبغي أن نضعها في مستواها الطبيعي.. وفي حجمها الطبيعي.
> لا بأس من العلاقات مع روسيا.. لكن عليها أن توفر دعوتها إلى واشنطن لرفع العقوبات بعد أن مضت عليها عشرون سنة تقريباً. أو يمكننا أن نسأل: لماذا لم تتحرك روسيا بثقل تتقمصه ووزن تدعيه للضغط على واشنطن منذ التوقيع على اتفاقيات نيفاشا وأبوجا «أم شولة» والدوحة والشرق والقاهرة.. لرفع العقوبات أو تخفيفها باعتبار أن السودان استوفى في فهم المجتمع الدولي شروط إعادته إلى خط المجتمع الدولي؟
> لا ننسى أن دول الخليج.. وهي الأهم من روسيا والمغنية عنها قد تسامحت مع السودان بعد حرب الخليج ولو كانت روسيا في مكانها لحقدت على السودان كما هي الآن تحقد على شعوب الجمهوريات السوفيتية السابقة.
> نريد علاقات تجارية واستثمارية مع روسيا.. لكن لن نستفيد منها كقطب دولي مع دول الاستكبار زائدًا الصين.. ستظل في الواقع دولة عادية لا يميزها ما يميز غيرها… ولا ننسى أن منها هاجر اليهود الروس إلى فلسطين وهم الآن ومنذ عقود يقتلون الأطفال والنساء الفلسطينيين بدم بارد.
> وهل ننسى مواقف موسكو المخزية من حقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية؟! حجم روسيا ووزنها معروف حتى لو قادت منتدى التعاون الروسي العربي وهي تحرق وتقتل العرب لصالح الفرس.
غدا نلتقي بإذن الله..

Exit mobile version